ويعد فتحًا جديدًا١، ويقول ابن المعتز نفسه: وما جمع فنون البديع ولا سبقني إليه أحد٢.
"٣"
ولقب البديع ليس لقبًا مستحدثًا في عهد ابن المعتز؛ ولكنه اسم لهذه الألوان الساحرة في الأسلوب، ولهذا الترف البياني في الأداة، من تشبيه واستعارة وتجنيس وتطبيق وسوى ذلك، سماه به مسلم بن الوليد الشاعر م٢٠٨هـ، وكان يُعرف قبل ذلك باللطيف٣، ودرج على هذا اللقب من بعده من العلماء والأدباء، وفي الأغاني أن الأصمعي م٢١٦هـ كان يفضل بشارًا؛ لأنه أكثر تصرفًا وفنون شعر وأغزر وأوسع بديعًا٤، وذكر الجاحظ البديع وبعض المشهورين به من الشعراء وأنه مقصور على العرب ومن أجله فاقت لغتهم على كل لغة٥، وذكر كثيرًا من الشعراء الذين أكثروا منه في شعورهم، ورأى أنه لم يكن في المولَّدين أصوب بديعًا من بشار وابن هرمة٦، ويقول ابن المعتز: البديع اسم موضوع لفنون من الشعراء يذكرها الشعراء ونقاد المتأدبين منهم، فأما العلماء بالشعر القديم
_________
١ ٢٨٠ المجلد الأول من دائرة المعارف الإسلامية، وراجع في الإشادة به: ٩٢-١٠١ الصبغ البديعي في اللغة العربية للأستاذ أحمد موسى، ١٠٣-١٠٧ تاريخ البلاغة العربية للأستاذ الشعراوي، وهما مخطوطان بمكتبة كلية اللغة.
٢ ١٠٦ البديع.
٣ ١٠/ ٢ معاهد التنصيص.
٤ ٢٥/ ٣ الأغاني.
٥ ٢٤٢/ ٣ البيان.
٦ ٤٥، ٥٥/ ١ البيان.
1 / 19