Badic Fi Naqd Shicr

Usaama bin Munqidh d. 584 AH
44

Badic Fi Naqd Shicr

البديع في نقد الشعر

Baare

الدكتور أحمد أحمد بدوي، الدكتور حامد عبد المجيد

Daabacaha

الجمهورية العربية المتحدة-وزارة الثقافة والإرشاد القومي-الإقليم الجنوبي

Goobta Daabacaadda

الإدارة العامة للثقافة

لأن المعنى تم دون هاتين الكلمتين فلما جاء بهما تمم البيت وزاد في التشبيه زيادة بينة. ومنه قول آخر: من لك يومًا بأخيك كله. ومنه أيضًا: فلا تأمننَّ الدهرَ حرًا ظلمته ... فما ليلُ مظلومٍ كريمٍ بنائمِ فقوله كريم تتميم، لأن اللئيم يغضى عن العار، وينام عن الثأر. ومنه قول الآخر: ومقامُ العزيز في بلد الذ ... لِّ إذا أمكنَ الرحيلُ محالُ فقوله: إذا أمكن تتميم. ومنه: وإن صخرًا لتأنمُّ العفاة به ... كأنه علمٌ في رأسه نارُ باب الاحتراس اعلم أن الاحتراس هو أن يكون على الشاعر طعن، فيحترس منه؛ كما قال تعالى: " ولن ينفعكم اليوم، إذ ظلمتم، أنكم في العذاب مشتركون ". لأن الاشتراك في المصيبة يخفف منها، ويسلي عنها. فأعلمهم تعالى أنه أول ما يعاقبهم به أنه لا يلهمهم التأسي، ولا يقضي عليهم بالتسلي. نعوذ بالله من عقابه، ونسأله من ثواب. ومن الاحتراس قوله تعالى: " فأتوا حرثكم أنى شئتم ". لما كانت أنى تحتمل معنيين: مهنى كيف، ومعنى أين، احترس الباري سبحانه بقوله: حرثكم؛ لأن الموضع المكروه ليس بحرث، والحرث موضع الزرع. ذكره الجبائي في تفسيره. وأنشدوا للخنساء:

1 / 55