. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= وقال أبو موسى المديني في "الاستغناء في استعمال الحناء": "هذا حديثٌ مختلف في إسناده ومتنه" نقله النووي في "المجموع" (١/ ٢٧٥).
وقال المباركفورىُّ في "تحفة الأحوذيّ" (٤/ ١٩٨):
"في تحسين الترمذيّ هذا الحديث نظرٌ، فإنه قد تفرَّد به أبو الشِّمال، وقد عرفت أنه مجهولٌ، إلاَّ أن يُقال: إنَّ الترمذيَّ قد عرفه، ولم يكن عنده مجهولًا!، أو يُقال: إنَّهُ حسن لشواهده، فروى نحوه عن غير أبي أيوبٍ" اهـ.
* قُلْتُ: أمَّا الاحتمالُ الأوَّلُ، فبعيدٌ، ولو عرفه الترمذيُّ، لصرَّح بذلك في موضع الحديث، لا سيَّما أنه لا يُعرف له غيرهُ كما قال أبو زرعة، وتأخير البيان عن وقت الحاجة إليه لا يجوز.
أمَّا الاحتمالُ الثاني -وهو الشواهد المروية فسننظر فيه قريبًا بإذن الله.
ثمَّ قال الترمذىُّ:
"روى هذا الحديث: هُشيمٌ، ومحمدُ بنُ يزيد الواسطيّ، وأبو معاوية، وغير واحدٍ، عن الحجاج، عن مكحول، عن أبي أيوب، ولم يذكروا فيه: "عن أبي الشِّمال"، وحديث حفص ابن غياث، وعبَّاد بن العوام أصحُّ" اهـ.
* قُلْتُ: ليس معنى قول الترمذىّ هذا أنَّ حديث حفصٍ وعبَّادٍ صحيحٌ، ولكن معنى كلمة "أصحّ" هنا، أي أنَّ الحديث بإدخال: "أبي الشمال" بنت مكحولٍ وأبي أيوب، هو الصوابُ الصحيحُ، أما حذفُهُ، فمرجوحٌ. هذا مرادُ الترمذىِّ. والله أعْلَمُ.
وهناك علَّةٌ أخرى للحديث غير ما تقدَّم، وهي: تدليسُ الحجاج بن =