فصل
"ومن الشروط اللازمة للمحتسب أن يكون عفيفًا عن أموال الناس، متورعًا عن قبول هديتهم من المتعيشين، وأرباب الصناعات، فإن ذلك رشوة، وقد قال ﷺ: "لعن الله الراشي والمرتشي والرائش"، وهو المتوسط بينهما، لأن التعفف عن ذلك أصون لعرضه، وأقوم لهيبته، وأدعى لقبول الحق منه، ويلزم أعوانه وغلمانه بما التزمه من ذلك.
فإن أكثر ما يتطرق البلاء إلى المحتسب من غلمانه، وأعوانه، فإن علم أن أحدًا منهم أخذ رشوة، أو قبل هدية صرفه عن بابه، لتنتفي عنه الظنون، وتنجلي عنه الشبهات".
"ويجوز له أن يجعل لأهل كا صناعة عريفًا من صالح أهلها، خبيرًا بصناعتهم بصيرًا بغشوشهم، وتدليسهم مشهورًا بالثقة، والأمانة؛ فيكون مشرفًا على