221

============================================================

الأمر الثالث: القياس على الخروج من الأرض المستوخمة، كقصة العرتيين.

والجواب: أن ذلك من باب التداوي، وترك ما لا يوافق المريض من الأغذية، إذ لا فرق بين الأغذية والأهوية في تأثير المرض، فكان: الخروج من الأرضن التي لا توافق مزاج المريض من باب التداويي.

قال القاضي تاج الدين: وعندي فى هذا الجواب نظر. قلت: كأن وجهه أن لقائل أن يقول: إن الطاعون أيضا ينشا من فساد الأهوية، فالخروج من البلد، التي يقع بها ينبغي أن يكون جائزا مطلقا،كما جاز للعرنيين، وهذا لا يتمشى على ما تقدم تحقيقه أن الطاعون من طفن: الجن والحق أن خروج العرنين لم يكن لقصد الفرار أصلا، وإنما كان لمحض التداوي، كما تقدم عن الطحاوي. وكان خروجهم من: ضرورة الواقع، لأن الإبل ما كان يتهيا إقامتها في البلد، وإنما كانت في مراعيها، ودواؤهم كان بأبوالها وألبانها واستنشاق تلك الروائخ، : [1/83 فكان الخروج عن البلد ضمنا(1)/ لأمر محقق الوجود، بخلاف: الخروج من البلد الذي يقع فيه الطاعون إلى بلد آخر؛ فإنه خروج إليه بالقصد لأمر مظنون، إذ لا يؤمن وقع الطاعون في البلد الآخر: ويؤيد القرق ايضا، أن من جملة أصول التداوي الرجوع إلى المألوف والعادة؛ وكان القوم أهل بادية وريف، كما وقع صريحا في بعض طرق خبرهم، ولم يوافق بلد الحضر أمزجتهم، فأرشدهم الشارع إلى التداوي بما الفوه من الكون في البدو: (1) ف: ضمنيا:

Bogga 221