Badhl
Badhl al-Maʿun fi Fadl al-Taʿun
Noocyada
إن دخل بيتا كان أخر أهله خروجا ، وإن عدل إلى فناء ألبج نار
الفناء فيه تأجيج]: فقصم عند ذلك الآمال ، وكثرت لديه الأعمال.
وعظم التضرع إلى الله والصياح ، وعمل الناس بقوله، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح.
غير أن له خلائق محمودة وغرائب ليست فى سواه موجودة . لا يفرق بين الشخص وأقاربه ، ولا يؤرق جفن المفجوع على ذاهبه . بل إن أخدم واحدا أنسه بجميع أهله ، وجمع شملهم فى الردى بإهدام ذلك النسب من أصله . لا تطول معه الأمراض ، ولا تكثر على الجسد الأعراض .
وقد طالت مدته على الأمة وقويت عليهم الشدة والغمة واشترك في مصابه الخلائق والبلدان ، وعمت الأشجان والأحزان. وهذا أمر لم يسمع بمثله فى الوجود ، ولم يقع نظيره في الحدود . وأى طأعون دخل الأرضين من كل جانب [ ووصل إلى المشارق والمغارب؟ بل طاعون عمواس ، كالقطرة منه فى القياس . وطاعون الأشراف ، خاص ببعض الأصناف . وطاعون الفتيات ، لغير الأبكار لم يوات . فاللة اللة في التضرع بارتفاع هذه النازلة ، وانقطاع هذه النقمة برحمة متواصلة وفرات في كتاب القاضى تاج الدين السبكى ، سنة ( 764) - لما غم الطاعون على النفوس وعم ، وهم بالردى فأودع القلوب الهم ، طاف البلاد فما ترك طارفة ولا تليدة ، وطاف في الربع العامر فأذن بالخراب ، وما تلك الصفة بحميدة ، وغزا الإقليم المصرى منه ما شيب النواصى ، وثغلهم بأنفسهم عن القيام بالطاعات بل وبالمعاضى ودخل منه الشام رعب يروع ولا يراعى فبطلت عنده الشهوات وذهبت
لديه الدواعى . . إلى غير ذلك من تخريب الممالك وتضيق المسالك ، وتوسيع أبواب المهالك .
فيا له من جمام شمرت حروبه عن ساقها وما توقفت ولا تروت ، وصاحب صوارم شربت من ذم البرايا حتى تروت . لقد صرح فى هذه المعركة غضبه وما أضمر ولا ورى] ، ولقد روى فيها سهمه كبد قوسه الجرى . وما ذاك إلا لمقدور إلهى لا يدفع وأمر سماوى لا تفيد فيه زالمعالجة ولا تنفعى لقد قطع نياط القلوب، وشاهدنا منه العجب والأرواح تذوب . إن طلغت خبة لابن أدمى هبطت به إلى الرمس ، وإنا بصق دما قال : يا حسرتا على ما فرطت بالأمس ولقد رخصت الأنفس فيه حتى بيعت بحبة ، وقال من ساومها سيقضى صاحبها نحبه فمات من لا عمره مات ، وصرت لا تسمع إلا كان وفات . إذا أخذ واحدا تداركه بجمع شمله وأخذ على إثره جميع أهله . وإذا نزل يامرىء أفصله من يومه ، ولا يطيل بتعلله المرض على قومة . والله المستعان في جميع الأحوال ، وعليه فيما نخافه ونحذره الاتكال .
وفرات بخط شيخنا ناصر الدين ابن الفرات فى وتاريخه ، أنه صلى الجمعة سنة تسع وأربعين وسبع مائة، فى سطح الجامع
الحاتمى ، فشاهد الجنائز مصفوفة ثلاثة صفوف ، من أول الأروقة إلى باب الخزائن ، لكن الصف الثالث ينقص قليلا: قأل : وكثر الموت حتى خلت الطرقات . قال : ولقد مشيت ليلة بين القصرين ، بين المغرب والعشاء ، من الحريريين إلى سوق الدجاج بقرب الجامع الأقمر فما رأيت من السروج في الحوانيت إلا اليسير : قال : وعدمت البضائع لقلة الجالب ، وييعث الرمانة الواحدة بنصف دينار، وبلغ طحن الإردب القمح تقديرا فلورى . قال : وشرح ذلك يطول ، وهذا عنوانه .
قلت : إنما عظم الخطب لامتداده فإنه ابتدا من أول السنة ، فلم يزل يتكاثر إلى شهر رجب ، فعظم فى شعبان ثم فى رمضان، ثم تناقص فى شوال ، وارتفع في ذى [ القعدة إلى هنا ينتهى القول بنا فيما قصدناه ، من نقل ما اتصل بنا ، من نبا الطواعين الواقعة في الإسلام ، والله المسؤول أن يختم لنا بالحسنى ، ويرفعنا إلى المقام الاسنى قرات على عبدالله بن عمر بن على ى عن أحمد بن كشتغذى سماعا أن النجيب الحرانى أخبرهم قال : أنبا أبو الفرج ابن الجوزى
Bog aan la aqoon