(يكشف الستار عن غرفة فسيحة في قصر الهودج، وهي منقسمة قسمين: القسم الأعلى منها رواق يفصله عن الأدنى - الردهة (أي مقدم المرسح) جدار عليه أعمدة متواصلة بعقود من البناء العربي، في وسطها باب عليه ستار عظيم، وفي وسطي الجدارين الأيمن والأيسر من الردهة عقدان من البناء، بعد كل منها قبة تحتها باب، وهذان مدخلان لغرف بعيدة من القصر، والمكان مفروش بالبسط، وعلى جانبي العقدين أبواب غرف، ويرى في الردهة مقعد ثمين، أمامه من اليسار طراحات، وفيه أدوات زينة عربية، وغير ذلك.) (يدخل الخليفة من باب الوسط، وهو في حالة تهيج، ويذهب إلى باب مسكن البدوية، أي العقد الأيسر، ونسميه بالثاني فيما يلي من الكلام، وهو مرتد ملابس حمراء عليها دراعة بيضاء، وينادي.)
الخليفة :
ريطة! (يعود نحو المقعد يمينا)
لعمري قد نفد صبري، إن هذه البدوية القذرة لا تهابني، أأنا صعلوك عربي حتى لا تسمع أمري ولا تطيع، ويل لها الليلة مني إذا أنا لم أبلغ مرامي منها، مضى دهر طويل وأنا صابر عليها صبر المحب لدلال المحبوب، عسى أن ترشد وتعلم أني أنا الخليفة الذي لا مرد لقضائه، ولا دافع لقدرته، وهي لا تزداد إلا نفورا مني، تؤثر علي عبدا من أرخص عبيد بلادي، عربيا قذرا يرضع النوق، ويأكل الشعير، ويشرب آسن الماء، تؤثر عشرته في ظل خيش مصفق على مجاورة أمير المؤمنين في هذا القصر الموطد المنيف! يالله من عنت النساء (يجلس على المقعد، وتدخل ريطة فتسلم سلام الجواري)
ما وراءك يا ريطة؟ لعمري لقد كان يوم الشؤم يوم جئتني فيه بخبر هذه البدوية.
ريطة :
عفوك يا مولاي، ما كنت أحسبها خرقاء كما رأيت.
الخليفة :
إذا كانت خرقاء فإن في القاهرة بيمارستانا لأمثالها! أين هي الآن؟
ريطة :
Bog aan la aqoon