وبعد، فإن الناس رجلان: رجل يتبع الحق ولو قل أنصاره، ورجل يتبع الأكثرية ولو اجتمعت على ضلالة، وها نحن أولاء نرى الأغلبية مع الحق المشرق الجبين، فثابروا على جهادكم أيها المخلصون؛ لتقر عين أنصاركم من قبل، وليهدي الله بكم أولئك الذين ما عرفوكم إلا بعد أن أصبح الباطل وهو صريع.
إنما ينافق الضعفاء
تنصحني يا هذا بأن أجامل، وأن أصانع، بل تريد أن أنافق، ويحك، إنما ينافق الضعفاء.
إن الله لم يخلقني لأكون ألعوبة، أداري هذا وأحابي ذاك، أنا خير منكم جميعا، بل سيدكم جميعا، فانظروا ما تصنعون!
أنا في نعمة من الله، لا أبالي بعدها أين يكون سخطكم، وأين يكون رضاكم، وإن الله لأكرم من أن يضطرني إلى مصانعة جماعة من الكسالى لا قيمة لهم في هذا الوجود. لا تنصحوني وانصحوا أنفسكم، حدثونا ما خطركم في هذه الحياة العاملة، التي نطق فيها الحجر، وأنتم - بفضل جهلكم - صامتون؟
إن فضيلة الوفاء هي التي تضطر مثلي إلى أن يجامل بعض الناس، وسأعرف كيف أهجر الناس جميعا حين لا يرضيهم غير النفاق.
هذا هو فصل الخطاب، ألستم تريدون أن أنافق كما تنافقون؟ كلا، لن يكون ذلك، إنكم تنافقون لتعيشوا، أما أنا فحي بالرغم منكم؛ لأن الله لا يريد أن أموت، وسوف تعلمون.
الأزهر الشريف
نريد أن نعرف لم يحرم طلبة الأزهر من دراسة الآداب العربية، ونريد أن نعرف متى تدول دولة المؤلفات السقيمة التي وضعها قوم أقل عيوبهم أنهم لا يفقهون لغة القرآن المجيد، ونود لو تفضل القائمون بإدارة المعاهد الدينية فدلونا على الغرض الذي رموا إليه حين ألقوا بالطلاب في بيداء من الخلط والتعقيد؛ لنطمئن كما اطمأنوا، ولنترحم مثلهم على المؤلفين الأغبياء الذين أفسدوا ما للطلبة من قلوب وعقول.
لا تنتظر - أيها القارئ - من كاتب مثلي أن يحدثك عن جهود العلماء في نشر الآداب العربية في ذلك البيت العتيق؛ فإني لا أريد أن أفجعك في آمالك وأحلامك، ولا أريد أن تعلم ما أعلم من أمر أولئك الذين يحسبون أنهم حارسو لغة القرآن وهم يفعلون بها ما لا يفعل الأعداء! وما ظنك بقوم يخطئهم العد من حملة الشهادة العالمية تمضي السنون والقرون وما تظهر لهم رسالة في اللغة أو مؤلف في البيان.
Bog aan la aqoon