210

تأيمت حتى لامني كل صاحب

رجاء سليمى أن تئيم كما إمت

لئن بعت حظي منك يوما بغيره

لبئس إذا يوم التغابن ما بعت

كنت أصبر على بأساء الحياة، وأحتمل ما فيها من هم وغم، لو أن عندي بقية من الأمل أرفه بها أحزاني، وأدفع بها آلامي، ولكن حال القنوط دون الرجاء، وأتى اليأس دون الطمع، فلم يبق غير الجزع من مسعد ولا سوى النوح من شفاء.

فيا جيرة ما كان أهنأ وردهم، وأطيب عيشهم، ويا أحبابا ذقت الفرح بقربهم، وعرفت الهم لبعدهم، ويا من أفناني فراقهم وكان أحياني لقاؤهم، بربكم ما الذي لقيتم بعدي؟ فقد لقيت بعدكم ذلا وهوانا، وظلما وعدوانا، ومن عسى أن يكون قد ظفر بودكم، ونعم بحسنكم، فأصفاكم من الحب أجمله، ومن الأنس أكمله؟ فقد صحبت بعدكم من جحد نعمتي، وأنكر خلتي، ومن سقيته الشهد فسقاني الصاب، ومن أوليته القرب فأولاني القطيعة.

فيا ليت شعري من ألوم، أألوم نفسي على أن لم أعق في بركم أهلي وأخزاني، فأسير حيث سرتم، وأقيم حيث أقمتم؟

تفرق أهلي من مقيم وظاعن

فيا ليت شعري أي أهلي أتبع

أقام الذين لا أبالي فراقهم

Bog aan la aqoon