وإني لأتمنى أن يكثر الشعر في تذكير المسلمين بعهدهم الغابر، ومجدهم الداثر، عسى الله أن يجعل من هذه الشعوب قوة تنصر العلم والمدنية، وتحرس السلم والحرية؛ فقد كانوا في القديم سادة المشرقين وقادة المغربين، وكانوا غرة في جبين الدهر، ودرة في تاج الزمن. وإني لأرجو - إن عاد للإسلام مجده وفخاره، ورد إليه عزمه وشبابه - أن نعيد للسلم سيرته الأولى، ونلبسه ثوبه الذي لا يبلى، وعقده الذي لا ينحل.
وأول هذا الأمر نحن أساته
وآخره حتى يعود كما بدا
12
وفي الأحباب مختص بوجد
وآخر يدعي معه اشتراكا
إذا اشتبكت دموع في خدود
تبين من بكى ممن تباكى
كل الناس يدعون الحب، وقل منهم من يعرفه، وإنما مثلهم كمثل ذلك الذي نزل ضيفا عند «جميل» فجعل يأكل ويبث وجدا به حتى أتى على الزاد كله، فقال جميل وهو يتهكم بصبابته ويهزأ من غرامه:
وأعجبني من جعفر أن جعفرا
Bog aan la aqoon