27

The Marvels of Governance in the Nature of Sovereignty

بدائع السلك في طبائع الملك

Baare

علي سامي النشار

Daabacaha

وزارة الإعلام

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1398 AH

Goobta Daabacaadda

العراق

اعْتِبَار قَالَ خلدون وَهَذَا شان الموَالِي والخدمة إِنَّمَا يشرفون بالرسوخ فِي وَلَاء الدولة وَخدمتهَا وتعدد الْآبَاء فِي ولايتها كمالي الأتراك فِي دولة بني الْعَبَّاس وَبني برمك وَبني نوبخت أدركوا الْبَيْت والشرف وَبَنُو الْمجد والأصالة بالرسوخ فِي وَلَاء الدولة لَا ينْسب ولادتهم لَا اضمحلاله ولغو اعْتِبَاره وَحِينَئِذٍ فالاعتماد بِهِ وهم توسوس بِهِ النُّفُوس الجامحة وَلَا حَقِيقَة لَهُ قَالَ والوجود شَاهد لذَلِك وأكرمكم عِنْد الله أَتْقَاكُم السَّابِقَة الثَّالِثَة عشرَة أَن نِهَايَة الْحسب فِي الْعقب الْوَاحِد أَرْبَعَة آبَاء وَبَيَانه كَأَن العيان شَاهد بِأَن الْعَالم العنصري بِمَا فِيهِ من ذَوَات وأحوال كَائِن فَاسد من الْعَوَارِض الإنسانية فَهُوَ كَائِن فَاسد بِلَا شكّ وَلَا يُوجد لحد من الْخَلِيفَة شرف مُتَّصِل فِي آبَائِهِ من لدن آدم إِلَيْهِ إِلَّا النَّبِي ﷺ كَرَامَة لَهُ وحياطة على شرفه وَأول كل شرف خارجي خبْرَة آي عَدمه سَابق عَلَيْهِ وَكَذَا يلْحقهُ بعد الْوُجُود شَأْن كل مُحدث وَعند ذَلِك فَتلك النِّهَايَة فِيهِ لِأَن يَأْتِي الْمجد عَالم بِمَا عاناه فِي شَأْنه ومحافظ على الْخلال الَّتِي هِيَ سَبَب فِي إِدْرَاكه وَابْنه من بعده مبَاشر لَهُ وآخذ عَنهُ إِلَّا أَنه مقصر فِي ذَلِك تَقْصِير من لم يعان مَا علم فَإِذا جَاءَ الثَّالِث كَانَ حَظه التَّقْلِيد فَقَط فقصر عَن الثَّانِي تَقْصِير الْمُقَلّد عَن الْمُجْتَهد فَإِذا جَاءَ الرَّابِع قصر عَن طريقتهم جملَة وأضاع الْخلال الحافظة لبِنَاء مجدهم وتوهم أَن ذَلِك الْبناء لم يكن بمعاناة وَلَا تكلّف وَإِنَّمَا وَجب لَهُم مُنْذُ أول النشأة بِمُجَرَّد النّسَب خَاصَّة فيربأ بِنَفسِهِ عَن أهل عصبيته وَيرى الْفضل عَلَيْهِم وثوقا بِمَا ربى فِيهِ من استتباعهم وجهلا بِمَا أوجب ذَلِك من الْخلال الَّتِي مِنْهَا التَّوَاضُع الْآخِذ بِمَجَامِع الْقُلُوب وَإِذ ذَاك ينتقضون عَنهُ

1 / 58