240

The Marvels of Governance in the Nature of Sovereignty

بدائع السلك في طبائع الملك

Tifaftire

علي سامي النشار

Daabacaha

وزارة الإعلام

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1398 AH

Goobta Daabacaadda

العراق

الْمرتبَة الثَّانِيَة
الْكِتَابَة
وفيهَا مسَائِل
الْمَسْأَلَة الأولى
قَالَ ابْن خلدون هَذِه الْوَظِيفَة غير ضَرُورِيَّة فِي الْملك لاستغناء كثير من الدول عَنْهَا كالدول رَأْسا فِي البدو والبعد عَن تَهْذِيب الحضارة واستحكام الصَّنَائِع وَإِنَّمَا أكد الْحَاجة إِلَيْهَا فِي الدولة الإسلامية شَأْن اللِّسَان الْعَرَبِيّ وبلاغة الْعبارَة عَن الْمَقَاصِد فَكَانَ الْكَاتِب يُؤَدِّي كنه الْحَاجة بأبلغ من الْعبارَة اللسانية فِي الْأَكْثَر وَكَانَ يخْتَار إِذْ ذَاك من أهل نسب الْأَمِير وَمن عُظَمَاء قَبيلَة لصدق أمانتهم وخلوص أسرارهم وَلما فسد اللِّسَان وَصَارَ صناعَة اخْتصَّ بِمن يُحسنهُ قَالَ وَكَانَت عِنْد بني الْعَبَّاس رفيعة
قلت وَكَذَا عِنْد الْأَوَائِل كَمَا يدل عَلَيْهِ وَصِيَّة حكمائهم هَذَا أرسطو يَقُول فِي فضل الْعِنَايَة بهَا وَمَا تفاخرت الْمُلُوك عَن قديم الْأَيَّام إِلَّا بكتابها وَلَا رفعت إِلَى عَظِيم الْمنَازل إِلَّا بهم
الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة
قَالَ وَمن خطط الْكِتَابَة التوقيع وَهُوَ أَن يجلس الْكَاتِب بَين يَدي السُّلْطَان فِي مجَالِس حِكْمَة ويوفق الْقَصَص المرفوعة إِلَيْهِ أَحْكَامهَا متلقات من السُّلْطَان بأوجز لفظ وأبلغه فيصدر كَذَلِك أَو يحذو الْكَاتِب على مثالها فِي سجل سُكُون بيد صَاحب الْقِصَّة وَيحْتَاج إِلَى عارضة من البلاغة يَسْتَقِيم بهَا توقيعه

1 / 275