155

The Marvels of Governance in the Nature of Sovereignty

بدائع السلك في طبائع الملك

Baare

علي سامي النشار

Daabacaha

وزارة الإعلام

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1398 AH

Goobta Daabacaadda

العراق

الْفَائِدَة التَّاسِعَة قِيَامه بوظائف الْملك عِنْد استراحة السُّلْطَان من كد التَّعَب بهَا دَائِما
فَفِي الأفلاطونيات وَزِير الْملك هُوَ الَّذِي يَخْدمه بالفضائل إِذا انْصَرف إِلَى نقيضها لاحتياج المملكة أَلا يغيب عَنْهَا الصَّوَاب وَحسن الرَّأْي فِي وَقت من الْأَوْقَات وَالْملك لَا يُطيق ذَلِك ولابد لَهُ من انْصِرَافه من جد إِلَى هزل وَمن تَعب إِلَى رَاحَة فاضطر إِلَى مؤازرته على المملكة بجد فِيهَا إِذا هزل ويفكر فِيهَا إِذا لهى لِئَلَّا يغيب عَنهُ نور الْعقل
الْفَائِدَة السَّابِعَة إِشَارَته بِمُقْتَضى الرَّأْي وَافق غَرَض السُّلْطَان أَو خَالفه فَفِي الأفلاطونيات لَيْسَ يستخدم للْملك رَأْيه أجمع فِي مصلحَة المملكة غير وزيره فَإِنَّهُ يرِيه عواقب أُمُوره ويمانعه عَمَّا خَالف الصَّوَاب فِيهِ
الْفَائِدَة الثَّامِنَة غناء الثِّقَة بِرَأْيهِ وراحة الْإِفْضَاء إِلَيْهِ بأسرار الْملك فيحكى أَن امْرَأَة أوصت ابْنهَا وَكَانَ ملكا فَقَالَت يَا بني يَنْبَغِي للْملك أَن يكون لَهُ سِتَّة أَشْيَاء جليلة وَزِير يَثِق بِرَأْيهِ ويفضي إِلَيْهِ بأسراره وحصن يلجأ إِلَيْهِ إِذا فزع وَسيف إِذا نَازل الأقران لم يخفي عَلَيْهِ أَن يخونه وذخيرة خَفِيفَة الْحمل إِذا نابته نائبة كَانَت مَعَه وَامْرَأَة إِذا دخلت عَلَيْهِ أذهبت همه وطباخ إِذا لم يشته طَعَاما صنع لَهُ طَعَاما يشتهيه
الْفَائِدَة التَّاسِعَة ازدياد السُّلْطَان بِهِ عقلا وإدراكا فَفِي سياسة أرسطو يزْدَاد الْملك الحازم بِرَأْي وزرائه كَمَا يزْدَاد الْبَحْر بمواده من الْأَنْهَار وينال بالحزم والرأي مَالا ينَال بِالْقُوَّةِ والجند

1 / 190