135

The Marvels of Governance in the Nature of Sovereignty

بدائع السلك في طبائع الملك

Baare

علي سامي النشار

Daabacaha

وزارة الإعلام

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1398 AH

Goobta Daabacaadda

العراق

الْوَصِيَّة الثَّانِيَة قَالَ بَعضهم إِذا ابْتليت بِالْحَرْبِ فأذك الْعُيُون بِالنَّهَارِ وَبَالغ فِي الحرس بِاللَّيْلِ وَخَنْدَق إِن كنت مُقيما وحصن مضاربك وَليكن جندك عَلَيْك حصنا ولأنفسهم حرسا وَاجعَل الشَّمْس أَن تكون مَعَك عِنْد اللِّقَاء وَالرِّيح أَن تكون مَعَك فِي وَقت الهجوم وَالْمَاء والمرعى أَن يكون مَعَك فِي مَكَان النُّزُول أخف آثارك من عَدوك واعمل فِي حِين لقاءه على إراحة الظّهْر والكراع وثقف جِهَات الْعَدو بِمن تثق من رجالك احذر من الأفواج أَن يسْتَمر هزيمَة وَمن الكمين أَن يَأْتِيك غَفلَة وَمن رجالك أَن يُخَالف إِلَيْهِ وَأَن اسْتَطَعْت أَن تخَالف عَدوك إِلَى رجله فافعل وَإِذا هزمت قوما فقف ثبتا فِي محلتك وَإِذا غلبت فَعم آثارك وَاعْلَم أَن الْهَزِيمَة مَحل الْعَزِيمَة وَأَن الهارب لَا يعرج على صَاحب وَأَن الْفِرَار فِي وقته ظفر وَأَن الْقِتَال فِي غير مَكَانَهُ عناء
قلت قَوْله وَخَنْدَق إِن كنت مُقيما قَالَ ابْن خلدون كَانَ من مَذَاهِب الأول فِي حروبهم حفر الْخَنَادِق على معسكرهم حذرا من معرة البيات والهجوم عَلَيْهِم لَيْلًا وَكَانَت للدول فِي أَمْثَال هَذِه قُوَّة وَعَلِيهِ اقتدار لجمع الْأَيْدِي عَلَيْهِ فِي كل منزل لَهَا بِمَا كَانُوا عَلَيْهِ من وفور الْعمرَان وضخامة الْملك فَلَمَّا خرب الْعمرَان وَتَبعهُ ضعف الدول وَقلت الْجنُود وَعدم الفعلة نسى هَذَا الشَّأْن جملَة كَأَنَّهُ لم يكن وَالله تَعَالَى خير القادرين
التَّتِمَّة الثَّانِيَة قَالَ ابْن خلدون لاوثوق فِي الحروب بالغلب وَإِن حصلت أَسبَابه من الْعدة والعديد لنه فِيهَا من قبيل البخت والاتفاق قلت وَقَررهُ بِمَا حَاصله أَن أَسبَابه فِي الْأَكْثَر مجتمعة من أُمُور ظَاهِرَة وَهِي وفور الْجَيْش وَكَمَال السِّلَاح وَكَثْرَة الشجعان وترتيب المصاف وَصدق الْقِتَال وَنَحْو ذَلِك من أُمُور خُفْيَة من حيل الْبشر وخدعهم كالتخذيل بالإرهاب والتشانيع والتقدم إِلَى الْأَمَاكِن المرتفعة فيتوهم المنخفض ويتخاذل وَمَا فِي معنى ذَلِك أَو من أُمُور سَمَاوِيَّة لَا قدرَة للبشر علنها تلقى

1 / 168