119

The Marvels of Governance in the Nature of Sovereignty

بدائع السلك في طبائع الملك

Baare

علي سامي النشار

Daabacaha

وزارة الإعلام

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1398 AH

Goobta Daabacaadda

العراق

بَغْدَاد أَنه كَانَ بهَا أَيَّام المقتدر وراق ذكي يدعى بالدانيالي يبل الأوراق وَيكْتب فِيهَا بِخَط عَتيق ويرمز فِيهِ بحروف من أَسمَاء أهل الدولة وَيُشِير بهَا إِلَى مَا يعرف ميلهم إِلَيْهِ من أَحْوَال الرّفْعَة والجاه كَأَنَّهَا ملاحم وَيحصل بذلك على مُرَاده مِنْهُم وَأَنه وضع فِي بعض دفاتيره صُورَة مِيم مكررة ثَلَاث مَرَّات وَجَاء بِهِ إِلَى مُفْلِح مولى المقتدر وَكَانَ عَظِيما فِي الدولة فَقَالَ لَهُ هَذَا كِنَايَة عَنْك وَهُوَ مُفْلِح مولى المقتدر مِيم من كل وَاحِدَة وَذكر عِنْدهَا مَا يعلم فِيهِ رِضَاهُ مِمَّا يَنَالهُ من الْملك وَالسُّلْطَان وَنصب لَهُ عَلَامَات لذَلِك من أَحْوَاله المتعارفة موه بهَا عَلَيْهِ فبذل لَهُ مَا أغناه بِهِ وانْتهى الْمَقْصُود مِنْهُ قلت وَلَا أدل على ذَلِك من ظُهُور كذب كثير مِمَّا يحتوي عَلَيْهِ عيَانًا ﴿وَالله يهدي من يَشَاء إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم﴾ تَقْرِير وَاجِب على الْمُوفق فِي هَذَا الْمقَام ثَلَاث وظائف قررها الْأُسْتَاذ أَبُو سعيد فِي بعض تقاييده حَسْبَمَا وجدت بِخَط الشَّيْخ أبي اسحق الشاطبي رحمهمَا الله فلنذكرها ملخصاي من كَلَامه الْوَظِيفَة الأولى أَن لَا يتعاطى شَيْئا من علم الْغَيْب وَلَا يصف بِهِ نَفسه فقد كَانَ ﷺ لَا يصف بِهِ نَفسه وَيَردهُ على من وَصفه بِهِ كَقَوْلِه ﷺ لمن سَمعه يَقُول إِنَّه يعلم مَا غَد لَا يعلم مَا فِي

1 / 152