(لقد يظهر من هؤلاء المنتسبة إلى الصوف أشياء، من ادعاء علم المغيبات، والاطلاع على علم عواقب أتباعهم، وأنهم معهم في الجنة مقطوع لهم بذلك.
يذكرون ذلك على المنابر، ولا ينكره عليهم أحد، هذا مع خلوهم عن جميع العلوم، يدعون علم الغيب.
وقد كثرت بديار مصر هذه الخرافات، وقام بها ناس صبيان العقول يسمون بالشيوخ).
ثم أنشد خمسة أبيات من قصيدة له هي:
عجزوا عن مدارك العقل والنقل ... وأعياهم طلاب العلوم
فارتموا يدعون أمرا عظيما ... لم يكن للخليل ولا الكليم
بينما المرء منهم في انسفال ... أبصر اللوح ما به من رقوم
فجنى العلم منه غضا طريا ... ودرى ما يكون قبل الهجوم
إن عقلي لفي عقال إذا ما ... أنا صدقت بافتراء عظيم
وفيما أشرنا إليه في ذلك كفاية، فقد تعاضدت الأحاديث الصحيحة عن سيد المرسلين، وأقوال الصحابة الراشدين، والتابعين وأتباع التابعين، ومن بعدهم من العلماء الراسخين، على ما ذكرنا.
فيجب على ولاة أمور المسلمين منع هؤلاء من الكلام على الناس حتى تتبين أهليتهم لذلك عند العلماء الراسخين. فذلك من النصيحة لله ولرسوله ولولاة أمور المسلمين.
والله يعصمنا من الزلل، في القول والعمل أجمعين. والحمد لله رب العالمين.
Bogga 108