وقد تعرض لذلك الإمام العلامة أبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي في تفسيره المسمى ب ((البحر المحيط)) في سورة الأعراف فقال:
وقد ظهر في هذا الزمان العجيب ناس يتسمون بالمشايخ يلبسون ثياب شهرة عند العامة بالصلاح، ويتركون الاكتساب، ويرتبون لهم أذكارا لم ترد في الشريعة يجهرون بها في المساجد، ويجمعون لهم خداما يجلبون الناس إليهم لاستخدامهم ونتش أموالهم، ويذيعون عنهم كرامات ويرون لهم منامات يدونونها في أسفار، ويحضون على ترك العلم والاشتغال بالسمنة، ويرون أن الوصول إلى الله تعالى بأمور يقررونها من خلوات وأذكار لم يأت بها كتاب منزل، ولا نبي مرسل، ويتعاظمون على الناس بالانفراد على سجادة ونصب أيديهم للتقبيل، وقلة الكلام، وإطراق الرأس، وتعيين خادم يقول: [الشيخ مشغول في الخلوة. رسم الشيخ. قال الشيخ. رأى الشيخ. الشيخ نظر إليك] الشيخ كان البارحة يذكرك .. .. إلى نحو هذا اللفظ الذي يخشون به على العامة، ويخلبون به عقول الجهلة.
Bogga 106