هَذَا الحَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله ﷺ وَقد اتهموا بِهِ جَهْضَم فنسبوه الى الْكَذِب وَسمعت شَيخنَا عبد الْوَهَّاب الْحَافِظ يَقُول رِجَاله مَجْهُولُونَ وَقد فتشت عَلَيْهِم فِي جَمِيع الْكتب فَمَا وَجَدتهمْ قَالَ أَبُو الْفرج وَلَقَد أبدع من وَضعهَا أَي غلا فِي بدعته فانه يحْتَاج من يُصليهَا الى أَن يَصُوم وَرُبمَا كَانَ النَّهَار شَدِيد الْحر فَإِذا صَامَ لم يتَمَكَّن من الْأكل حَتَّى يُصَلِّي الْمغرب ثمَّ يقف فِيهَا وَيَقَع فِي ذَلِك التَّسْبِيح الطَّوِيل وَالسُّجُود الطَّوِيل فَيَتَأَذَّى غَايَة الْأَذَى قَالَ وَأَنِّي لأغار لرمضان ولصلاة التَّرَاوِيح كَيفَ روجها بِهَذِهِ بل هَذِه عِنْد الْعَوام أعظم وَأحلى فَإِنَّهُ يحضرها من لَا يحضر الْجَمَاعَات
قلت وَلَعَلَّ سَببه مَا ذكر فِي هَذَا الحَدِيث الْمَوْضُوع من عَظِيم الصَّوَاب وتكفير الذُّنُوب بِهَذِهِ الصَّلَاة فيتكل الْعَامَّة عَلَيْهَا ويهملون القرائض وَوَاضِع هَذَا الحَدِيث اسْتعْمل فِيهِ ايضا من الالفاظ مَا كَانَ يدل على وَضعه ظَاهر أَو هُوَ قَوْله يُصَلِّي بَين الْعشَاء وَالْعَتَمَة أَرَادَ بَين الْعشَاء وَالْمغْرب فَهَذَا بعيد من لفظ النَّبِي ﷺ فَإِنَّهُ قد صَحَّ عَنهُ أَنه نهى أَن يُقَال للمقرب الْعشَاء وَنهى ان يُقَال للعشاء الْعَتَمَة وَهَذَا وَجه حسن وَالله أعلم
قَالَ الْحَافِظ أبوالخطاب أما صَلَاة الرغائب فاتهم بوضعها على بن عبد الله ابْن جَهْضَم وَضعهَا على رجال مجهولين لم يوجدوا فِي جَمِيع الْكتب رَوَاهَا عَنهُ الْفَقِيه أَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن ابراهيم الْأَصْبَهَانِيّ أبي عبد الله مُحَمَّد بن اسحق ابْن مندة قَالَ وَكَذَلِكَ عمل الْحُسَيْن بن ابراهيم حَدِيثا مَوْضُوعا على رجال مجهولين لَا يعْرفُونَ والصقه بانس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ من صلى لَيْلَة النّصْف من شعْبَان وَرَجَب أَربع عشر رَكْعَة للْحَدِيث قَالَ وَهُوَ حَدِيث أطول من طَوِيل جمع من الْكَذِب والزور غير قَلِيل
قلت وَمَا ذكره هَذَا الْحَافِظ أَبُو الْخطاب رَحمَه الله تَعَالَى فِي أَمر صَلَاتي رَجَب وَشَعْبَان هُوَ كَانَ سَبَب تبطيلهما فِي بِلَاد مصر بِأَمْر سلطانها الْكَامِل مُحَمَّد بن أبي بكر رَحمَه الله تَعَالَى فَإِنَّهُ كَانَ ماثلا الى إِظْهَار السّنَن وَأَمَانَة الْبدع
1 / 43