وقد كانت العرب في الجاهلية تفعل مثل هذا، وتزيد في كل ثالثة من سنيها شهرا (1)، على نحو ما ذكرناه عن العبرانيين واليونانيين.
وكانوا يسمون ذلك النسيء. وكانت سنة النسيء ثلاثة عشر شهرا قمرية.
وكانت شهورهم حينئذ غير دائرة في الأزمنة، كان لكل (2) شهر منها زمن معلوم لا يعدوه. فهذا كان فعل الجاهلية حين أحدثوا النسيء، وعملوا به. فلما جاء الله تعالى بالإسلام بطل ذلك، وحرم العمل به، فقال: إنما النسيء زيادة في الكفر (3). وقال عز وجل إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله (4). فسنة العرب اليوم اثنا عشر شهرا قمرية دائرة في الأزمنة الأربعة.
Bogga 44