فقال فؤاد: أليس هذا المنظر بديعا يا قوية؟ أفي ريف العزبة منظر يشبه هذا؟
فنظر قوية حوله قائلا: لو علمت أنني أرى مثل هذا المنظر لأتيت بتعويضة معي، لقد كانت تود لو صحبتني فإن عليها نذرا للحسين تريد أن توفيه، ثم تزور مشاهد أهل البيت والأولياء، وتقضي يوما في حديقة الحيوان.
فضحك فؤاد في نفسه، فلو كانت تعويضة معهما لما استطاع أن يسير بها في مثل هذا الركن البديع من الجزيرة خشية من سخرية الأنظار.
وقال لقوية: ألا تنشدني من أغانيك القديمة في مثل هذا السكون؟
فانطلق قوية غير متردد يترنم بأنشودة تعويضة ليلة زفافها:
صغير غادي في النوار
منور مثله وعوده زين
وفيها يشبهها بعود الحور على شاطئ الترعة الحلوة وبزهرة الفول في الصباح النادي وبنسيم الربيع إذا وسوس بين الأغصان وبالجدول الصافي إذا شرب منه الظمآن.
وكان صوته متهدجا يرن عذبا في السكون العميق.
فقال فؤاد: وكيف أبوها؟
Bog aan la aqoon