فقالت في جفاء: ما كنت خادمة.
فقال لها السيد ولم يغضب: ومن قال: إنك خادمة؟ ألست جارتنا؟ أأنت متزوجة؟
فقالت له في شيء من الحنق: نعم.
ونطق عند ذلك أحد أتباعه من ورائه قائلا: هي امرأة قوية.
فنظر إلى الرجل الذي وراءه قائلا: قوية! جازاه الله، إنه كذلك لا يزورنا، سلمي عليه يا تعويضة.
ثم سار في طريقه ينظر إلى الحقول، ويشير إلى يمينه تارة وإلى يساره تارة، ويلقي أوامره بغير أن يلتفت إلى ورائه، وكان أتباعه يبادرون إلى الإجابة في أصوات عالية فيها رنين الخضوع.
وقصت تعويضة على زوجها ما حدث عندما عاد إلى خيمته في المساء، فاستمع إليها صامتا حتى فرغت فلم يجبها إلا أن قال: أحسنت الإجابة.
وقضى سائر المساء ساهما.
ولم يكن ذلك آخر عهد تعويضة بالسيد، فإنه كان يمر بحقلها بين يوم ويوم كأنه كان يتعمد أن يجعل طريقه من ناحيتها، فإذا رآها وحدها وقف يحدثها ملتمسا إلى الحديث عللا، فكان أحيانا يأمرها أن تؤدي له خدمة تافهة، ويطوي في ثنايا أمره وعدا بالعطاء، وأمرها يوما أن تصنع له بعض الفريك فلما أطاعته في ذلك رد لها أضعاف الفريك أرزا، ورأى يوما معها (حملا) من صوف ملون فسألها عمن صنعه، فلما أخبرته أنه من صنع أمها أمرها أن تصنع له مثله ليتخذه كساء لسرج فرسه، وقال لها: أليست هي التي نسجت للأفندي سرج بغلته؟
فقالت تعويضة: الله يرحم الأفندي!
Bog aan la aqoon