وسمي القلب قلبا لتقلبه بالخواطر قال الشاعر:
ما سمي القلب إلا من تقلبه ... والرأي يصرف والإنسان أطوار
وفي قوله صلى الله عليه وسلم : ((إن عيني تنامان ولا ينام قلبي)) المعجزة الكبرى والدلالة العظمى وهي رفعته عن جملة الآدميين في أن نومه ويقظته سواء في حفظ حالته وصيانة عبادته، وذلك أن النوم آفة يسلطها الله على العبد يخلع فيها السلطنة التي للنفس عن البدن فيستريح من خدمتها حتى إذا شاء الله تعالى رد الاستشعار باليقظة كما كان، فأخبر صلى الله عليه وسلم -وخبره الحق- أن النوم إنما يحل عينيه لا قلبه، وأن أحواله محفوظة عنده.
قرأت بمدينة أغرناطة على الشيخ الثقة أبي محمد عبد الحق بن قاضي مالقة أبي مروان عبد الملك بن بونه العبدري، قال: حدثنا العدل أبو الحسن عبد الرحمن بن عبد الله الأموي يعرف بابن عفيف، قال حدثنا الإمام العالم أبو محمد قاسم بن محمد القيسي، قال: حدثنا القاضي أبو يعقوب يوسف بن أحمد بمكة -زادها الله شرفا- قال:
Bogga 219