Awraqaygee … Noloshayda (Qeybta Koowaad)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
Noocyada
كنت أحب الفسيخ وهي لا تطيق رائحته، لا تزورني أبدا في المواسم، لا تحتفل بالأعياد، وعيد ميلادها لا تذكره، إن ذكرتها به تمط شفتها السفلى وتنهمك في الكتابة. - كم عمرك؟ - مش فاكرة. - مش معقولة انتي. - انتي اللي مش معقولة. - ازاي؟ - إيه يهمك من عمري؟ - عاوزة أعرف انتي عشتي كام سنة. - ليه؟ - مش عارفة. (انتهت المقدمة)
1
نوال السعداوي
القاهرة
22 مارس 2017
هكذا جئت إلى الدنيا
منذ يناير 1993م، وأنا في هذا البيت الصغير المطل على غابة «ديوك»، كتل من شجر الأرز والصنبور والبلوط، الأشجار الطويلة الكثيفة، فيضان من الخضرة.
منظر غير مألوف لي، كلمة غابة في حد ذاتها غير مألوفة لأذن امرأة عاشت حياتها في مصر «وادي» النيل النهر الهادئ، تتناقص مياهه بلا فيض أو فيضان، الشريط الأخضر المنبسط من المزارع وسط الرمال، تتناقص مساحته، تزحف الصحراء والجدران الإسمنت.
كانت هناك شجرة أمام بيتي في الجيزة، كلمة «الجيزة» ترتبط في أذهان السياح (وعلماء المصريات) بصورة الهرم، وأبو الهول، ومقبرة توت عنخ أمون، والجمال يركبونها، أو الحمير يجرها أولاد البلد الظرفاء ذوو الوجوه الضامرة المحروقة بالشمس، والكعوب السوداء المشققة، ترمقها بانبهار عيونهم النهمة إلى التحديق فيما يسمى اختلاف الأجناس أو الثقافات. كنت أفتح النافذة، وأطل على هذه الشجرة الخضراء الوحيدة، عيناي تتجذبان إلى الخضرة، أتنفسها مع الهواء، يتحول اللون الأخضر في صدري إلى أكسجين.
قضيت طفولتي وصباي في الريف وسط الدلتا، بين قريتي «كفر طحلة» في محافظة القليوبية، وبلدة «منوف » في محافظة المنوفية، عيناي تعودتا رؤيا المزارع والحقول، صدري كان يتسع مع اتساع المساحات الخضراء أمام عيني.
Bog aan la aqoon