Awraqaygee … Noloshayda (Qeybta Koowaad)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
Noocyada
في مصر عام 1937م، في السادسة من عمري، كانت عملية «الختان» تجرى لجميع البنات قبل أن يدركهن الحيض، لم تكن واحدة منهن تفلت في القرية أو المدينة، في الطبقة العليا أو الطبقة الدنيا، لم تفلت أمي زينب هانم، لم تستطع أمي أن تنقذني أو أي واحدة من بناتها، أنقذت ابنتي، وبنات كثيرات أخريات حين بدأت أكتب منذ أربعين عاما.
في السادسة من عمري لم أستطع إنقاذ نفسي، أربع نسوة في حجم الداية أم محمد تجمعن حولي، مكتوفة الذراعين والساقين، دقوا يدي وقدمي بالمسامير كالمسيح المصلوب.
عرفت من زميلتي القبطية في المدرسة أن المسيح صلبوه، من هو المسيح؟ قال أبي: إنه سيدنا عيسى عليه السلام، وما صلبوه وما قتلوه ولكن شبه لهم؛ كما جاء في القرآن. خالتي نعمات تقول عن صديقتي القبطية: «نصرانية»، «عضمة زرقة»، رايحة جهنم. كان اسمها مريم، كانت في السادسة من عمرها ، أمسكتها الداية أيضا، قطعت من بين فخذيها البظر، لم تكن البنات المؤمنات بالمسيح يفلتن كالمؤمنات بسيدنا محمد. عمتي رقية تقول: النبي أمر بقطع بظور البنات!
لم أتصور أن النبي محمد أو النبي عيسى أو أي نبي آخر يصدر أمرا مثل هذا.
منذ طفولتي لم يلتئم الجرح العميق في جسدي.
الجرح الأعمق في النفس، الروح، لا أنسى ذلك اليوم، صيف عام 1937م، مر سبعة وخمسون عاما في ذاكرتي كأنما الأمس.
راقدة من تحتي بركة الدم، توقف النزيف بعد أيام، نظرت الداية بين فخذي وقالت: الجرح خلاص خف والحمد لله، الألم ظل كالدمل غائرا في اللحم، لم أنظر بنفسي لأعرف مكان الألم.
لا أستطيع النظر إلى جسدي العاري في المرآة أو هذه المنطقة المحرمة المحفوفة بالإثم والعار!
لم أعرف ماذا في جسدي من أشياء أخرى تستوجب القطع، في الليل أرقد مفتوحة العينين، لا أعرف ما يخبئه القضاء والقدر، الغيب لا يعلمه إلا الله، محفوف بمخاطر، جسدي مثل الآخرين أصبح ضدي يفاجئني بأشياء مفزعة.
في التاسعة من عمري رأيت النزيف الأحمر، يسمونه في العربية الفصحى «الحيض» أو «المحيض»، جاء ذكره في القرآن:
Bog aan la aqoon