أيكون الحب تنقيحا في معاني الكون بالنفس وخيالاتها، أم في معاني النفس بالكون وحقائقه، أم كليهما؟
أم إني لأستروح أنفاسك وقد ناسمتني كرويحة الفجر عذبة باردة فما تزيدني إلا ضراما، كأنما تهب مني على جمرة ذاكية، ولا يكون الشعور بالحب ناريا ما لم يكن الحب نفسه مزجا للنفس العاشقة بالكهربائية السارية في الكون، المالئة لنواحيه وأطرافه، النابضة بكل ما فيه.
وإذا كان هو الشأن فالوجود مقفل حتى تفتحه للرجل امرأة ويفتحه للمرأة رجل، ولا تزال معاني جماله في قناعها، وزخارف حلاه في أستارها، كمتاع القصر من وراء باب القصر المقفل على ما فيه، حتى يدور في قفل الكون مفتاح الحب.
النهار يفتح بالشمس، والليل يفتح بالكواكب، أما الحب فلم يفتح إلا بوجهك يا حبيبتي.
والشمس والكواكب نار؛ ولكنها على الدنيا نور، أما وجهك فنور، ولكنه على قلبي نار!
أتجهلين ...؟
أتعرفين ...؟
المتوحشة ...!
«وكان يوما في مجلسها فامتد بينهما كلام قالت له في آخره: أنت (متوحش!) وقال لها: وأنت (متوحشة!)، فلما ندر من مجلسها ذهب فكتب إليها هذه الرسالة»:
ماذا أقول في (متوحشتي) الجميلة: وما ظهرت منها على عيب أعيبها به إلا رأيته عند نفسي شكلا جديدا من أشكال جمالها، أو فنا بدعا فيما حنيت عليه ضلوعي من هواها؛ إذ ليس بيني وبينها حدود تجعل منها ألفاظ النقد حدودا لمعانيها؛ بل كل ما فيها من أشياء قلبي، ولو قالت لي: «أكرهك» لما وقفت الكلمة عند هذا الحد؛ لأنها من أشياء قلبي، فيكون معناها: أكرهك لأني مكرهة أن أحبك، أكرهك لأنك أخضعتني، وجعلتني مكرهة أن أحبك، أكرهك لأن كلمة «أكرهك» هي التي أظن أنها تخفي أمام نفسك تواضعي لك في نفسي! •••
Bog aan la aqoon