إن المرأة لتكون امرأة وحسب، إلى أن تجد عاشقها، فإذا هي وافقت منه الحب فقد تألهت في قلب إنسان، وصار لها جنتها ونارها، ومضى منها الأمر وكأنها عند محبها تأسر بقوة قادرة على أن تحيي، وتنهى بقوة قادرة على أن تميت! ... وليس ما يصفها به العاشق من فنون الجمال الخيالي، وما يفيض عليها من ألوان التعبير المصبوغ - إلا ما تتوهمه العين البشرية من جلال فوق الحس، ويريد الحس أن يصل إليه كأن هناك في العقائد الإنسانية معضلتين: ما وراء الطبيعة، وما وراء الحبيبة ...
كل يوم أقول في هذه الجميلة القاسية التي أبغضها، أعني أحبها، أعني أبغضها ... إنها لظريفة إلا حين يجب أن تكون ظريفة ... وإن كل محاسنها لا تعن إلا في مساو بقدرها.
7
ترى ماذا حبس كتبها عني؟ أتكلمني بهذا السكوت؟ إن السكوت للغة أحيانا؟ أم هي تدعني أبحث عن كلمتها في خواطري وأفكاري لأسر بقدر ما أجد، وأتألم بقدر ما أستطيع؟ أم المحبة قد أخذت تطير إلى النسيان بأجنحة الأنام التي تحمل كل شيء ولا ترجع به.
إن السكوت من أكبر فضائل المرأة، وقليلا ما وفقت إليه! ولعله أشق عليها من كتمان سرها؛ ولكن سكوت الحبيبة عن كلمات الحب هو الرذيلة، الرذيلة التي لا يعدلها في الغيظ عند محبها إلا أن تنطق بهذه الكلمات - كلمات الحب - لرجل غيره.
اتفقت لي بالأمس حادثة أوحت إلي بهذه الحكمة: قد يكون أدق خيط من خيوط آمالنا، هو أغلظ حبل من حبال أوهامنا ...!
آه آه! ما أراني عند هذه الكلمة إلا قد انتهيت إلى الموضع الذي يحسن عنده تمزيق رسالتي؛ لأقول للريح: خذي ريش طائر الحب المذبوح ...
القمر1
«وكانت تأنس بضوء القمر، ويعجبها نوره على الحديقة خاصة، فسألته أن يناجي هذا «الجميل» في رسالة، فقال: حبا وكرامة «للقمر» ... وكتب».
إني لأراك أيها القمر منذ علقت معاني ما أرى، ولكني لم أعرف أنك أنت كما أنت إلا بعد أن وضع الحب فيها بينك وبين قلبي وجه من أهواها، كما يوضع التفسير إلى جانب كلمة دقيقة ...
Bog aan la aqoon