الطفل وذئبه
تريد أن أوافقك على ضرورة إيجاد الذئاب لبعض الأطفال ...؟ هذا ما لا أسلم به إلا إذا أصبح الذئب حملا، وتغير فهم اسمه ومعناه.
لست أرى من الواجب أن توجد الطبيعة إلى جانب الطفل شيئا مما يخيفه، ومع هذا فالطفل جبان يخاف حتى من تغريد البلبل إذا سمي له البلبل بغير اسمه، وصلصلة السلاح تخيف الطفل كالسلاح، ذلك بأنه لا يقوى لا سلبا ولا إيجابا، لا على أن يثبت لما أمامه، ولا على أن يفر مما أمامه ...
أيعجبك هذا أم أنت تريد أن تنكر علي هذا الحق الذي أسلبه منك؛ لتعرف قيمته حين أرده إليك ...؟
من بعيد
أكاد والله أنسى أنني بعيد عنك هذا البعد كله، بعدا يتقاذف بكلماتي مسافات ومسافات إلى أن تؤدي إليك شعوري، ولا أعلم هل يسلبها البعد هذه الصيغة الحقيقية التي أراها لها وأنا أكتبها، وأراها لها حين تتركني ذاهبة إلى البريد؟
وأنا - على هذا البعد - يوم أقرؤك أراك وإنك لأقرب إلي ممن هو أقرب إلي، وأشعر بالكلمات حارة متنفسة بين يدي كساعة كتابتها، كأن قلبي كان عندك وأنت تكتبها فلما جاءته جاءته على عهده بها!
هناك - مهما ابتعدت - دائرة أنس لنفسي تسكن إليها وتتعلق بها، ولا تجعل محيط أفكارها إلا منها، فأنا بنفسي في هذه الجهة البعيدة التي تفصلك عني ، ولكني بها أيضا في المكان الذي أنت فيه.
وهم الجمال
«وبعد أن تكافأت مقادير نفسه، واعتدلت من اضطرابها، وأشرف على السلوان، كتب هذه الرسالة»:
Bog aan la aqoon