وأنت بعواطفك رحمة من الله لقلب لولاك لجف.
وأنت بحسنك لؤلؤة كلها وضع واحد في الحسن.
وأنت دائمة الترجرج في خواطري دائمة الانسكاب في قلبي.
وأنت لا تحتملين أن أضع شاطئا لإرادتك.
وأنت، أنت، أنت ...
فلسفة المرض
«ولما برئ من مرضه كتبت إليه تسأله فلسفته في المعاني التي ينشأ المرض لإيجادها في النفس، فكتب هذه الرسالة وتجافى عن ذكر الحب فيها؛ إذ كان الشأن حينئذ شأن الحياة، وقد كتبها وهو في أعقاب العلة، ولولا أنها هي طلبت منه هذه الرسالة، وأنها أعجبت بها، وعدتها من آثارها فيه؛ لما نشرناها هنا».
خلقت نفس هذا الإنسان وكأنها ثلاثة أنفس، إذا كان دأبا لها أن تكون طامعة متلفتة وثابتة، فهي لا تكون على رزق ترزقه، ولا تثبت على حال تحول إليها، ولا تقر في منزلة تسفل بها أو تعلو.
وهي كذلك لا تبرح تنزع مما وجدته إلى ما لم تجده؛ لأن الشوق أحد عناصرها: ولا تنفك متقلبة تجعل ما ترضاه يوما هو ما تسأمه يوما؛ لأن الرغبة إحدى طبائعها: ولا تزال تتخطى حدود الأشياء؛ لأنها من الأزل بنيت على الخلود الذي لا يقف على حد، فالشوق الثائر في حاجة إلى فترة تكسر من حدته، والرغبة المجنونة في حاجة إلى ضعفة تهدئ من ثورتها، وخطوة الخلد التي لا تزال دائبة تتقدم، في حاجة إلى عثرة بمعنى من معاني الفناء المعترضة في طريق الحياة.
وبذلك يكون الإنسان دائما في حاجة إلى بعض الأمراض، لا ليمرض ولكن ليصح، إلا أنواعا من أساليب الموت تسمى أمراضا لا حيلة فيها، ولا يكن المريض معها إلا كالوعاء يشق؛ ليحطم وينتهي، لا كالوعاء الذي يصب ما فيه؛ لينظف ويملأ ويبتدئ.
Bog aan la aqoon