151

وتعاتبا مرة فغضبت، فقال لها: فلنفترق، فما في الغضب من شيء إلا أنه عناد الموقف، إن الموقف بين متكلمين أو متساجلين هو موقف حي، فما أسرع ما يثب القلب إلى القلب في لفظة غاضبة، فإذا اللفظة من ذلك كأنما ملأها الدم، ومثلتها الحياة فأصبحت شخصا غير الاثنين لا يبالي بهما نفعا ولا ضرا!

فاستضحكت لهذه الفلسفة، وفكهت لكلامه - وما يعجبها شيء ما تعجبها المعاني - ثم قالت: إذن يمكن الاتفاق، وتقرير الأمر مع الكلمة. أي مع الشخص اللفظي الغضبان لا معك أنت ...! •••

وقالت له في أمر: أنا راضية بحكمك فاحكم.

قال: قد عرفت الحكم ولم أنطق به ...

قالت: فهل الحكم عطر في منديلك أعرفه من الهواء؟

قال: بل عرفته بنفسك الرقيقة الملهمة: وأما والله يا حبيبي لو كنت محامية؛ لسرقت من أدمغة القضاة أحكامهم ...

قالت: منزلة رفيعة، ولكنها على سرقة وتلصص.

قال: يا عزيزتي، يلذ لي أنها سرقة؛ لأتخيل لها قانونا ومحكمة وقضاة.

قالت: ثم ماذا بعد قانونها ومحكمتها وقضاتهم؟

قال: أرافعك إلى تلك المحكمة، وأتهمك بتهمة سرقة قلب ...! •••

Bog aan la aqoon