عندما أقفل المصرف في ذلك المساء، قالت مسز سبارسيت لبيتزر، رسول المصرف: «اذهب من فضلك يا بيتزر، وأخبر توم الصغير بأن يأتي ويشاركني وجبة.»
قبل توم الصغير الدعوة، وسرعان ما كان يتناول العشاء على مائدة مسز سبارسيت.
سألت مسز سبارسيت توم، بقولها: «كيف حال المستر هارتهاوس، يا مستر توم؟»
قال: «إنه بخير.»
فقالت مسز سبارسيت بلهجة ودية: «أين هو الآن؟»
قال: «كان بعيدا عن البيت، غير أنني أتوقع أن أراه غدا. عندي موعد معه. اتفقنا على أن نلتقي في المساء عندما يصل إلى المحطة هنا في كوكتاون، ثم نتعشى معا. لا يستطيع البقاء في بيت أبي كثيرا الآن، إذ عليه أن يتنقل، ولكني أظنه سيمكث هناك يوم الأحد القادم.»
فقالت مسز سبارسيت: «يوم الأحد؟ هذا يذكرني بشيء، فهل تتفضل يا مستر توم بحمل رسالة إلى أختك؟ أرجوك أن تخبرها وهي وحدها، بأنني لن أستطيع الذهاب إلى بيتها الريفي، في نهاية هذا الأسبوع لأن صحتي ليست على ما يرام.»
في يوم السبت التالي، جلست مسز سبارسيت بجانب نافذتها طول اليوم، وفي المساء، ارتدت معطفها وقبعتها وذهبت إلى المحطة، فجلست في أحد الأركان المظلمة بالمحطة، واختبأت في حجرة انتظار السيدات لفترة ما، وأخذت تراقب ما يحدث خارج الحجرة.
أبصرت مسز سبارسيت، توم على رصيف المحطة ينتظر القطار القادم، ولكن عند مجيء ذلك القطار لم يكن المستر جيمس هارتهاوس به، فتحدث توم مع موظفي المحطة، فعلم أن عليه أن ينتظر ساعة وأربعين دقيقة حتى يأتي القطار التالي.
فقالت مسز سبارسيت لنفسها: «هذه خطة مدبرة، لإبعاد توم عن البيت؛ هارتهاوس الآن مع أخته.»
Bog aan la aqoon