عندما سمعت لويزا هذا الكلام، لاح أمام عينيها منظر الغابات، إذ امتلأت عيناها بالدموع، خرجت من مآقيها العميقة، حيث ظلت خافية لمدة طويلة. وكان قلبها مفعما بالألم الحاد، إلا أن هذا الألم لم يجد شفاء في الدموع.
فقال هارتهاوس: «سأفعل كل ما في مقدوري لتغيير هذا، يا مسز باوندرباي. وها أنا ذا أرى أخاك قادما إلى الحديقة نحونا.»
نهض جيمس هارتهاوس، كما نهضت لويزا لملاقاة الكلب الصغير، وكان في حالة نفسية بالغة السوء. فلما وصلوا جميعا إلى البيت، تركتهما لويزا.
سأل هارتهاوس، توم بقوله: «ما الخطب يا عزيزي توم؟»
قال وهو يتأوه: «آه، يا مستر هارتهاوس، أنا بحاجة فظيعة إلى نقود، وقلق جدا من أجلها.»
قال هارتهاوس: «وكذلك أنا يا صديقي الطيب.»
فقال توم: «أنت؟ إنك بخير يا مستر هارتهاوس. أما أنا ففي مأزق حرج. ليس لديك أية فكرة عن الحالة التي أوقعت نفسي فيها، لكن بوسع أختي أن تخرجني منها، وتنتشلني إن فعلت.»
قال: «إنك لتتوقع الكثير من أختك يا توم. لقد حصلت منها على نقود قبل الآن أيها الكلب، وأنت تعرف ذلك.»
قال وهو يكاد يبكي: «أعرف أنني أخذت منها نقودا .. فإلى من أذهب للحصول على نقود؟»
فقال هارتهاوس: «ولكن يا عزيزي توم، إن لم يكن لدى أختك؟»
Bog aan la aqoon