وقف ستيفن عند الباب بأدب، ممسكا قبعته في يده، وقال: «فيم تريد أن تتحدث إلي، يا سيدي؟»
فقال المستر باوندرباي: «أخبرني عن نفسك، وعن اتحاد العمال ذاك.»
فأجاب ستيفن بقوله: «عفوا يا سيدي ، ليس لدي ما أقوله عنه.»
استشاط المستر باوندرباي غضبا، وثار وصار مثل الريح التي إن وقف في طريقها شيء هبت عليه وقهرته.
فقال المستر باوندرباي: «يا هارتهاوس! ها هي عينة منهم. فعندما كان هذا الرجل هنا ذات مرة قبل الآن أخبرته بأنه يسير في الاتجاه الخطأ، وحذرته من صانعي الشغب، وها هو الآن خائف أن يتكلم عنهم.»
فقال ستيفن: «قلت إنه ليس لدي ما أقوله عنهم يا سيدي، ولم أقل إنني خائف أن أتكلم.»
زاد غضب المستر باوندرباي شيئا فشيئا، فقال: «هنا رجل من لندن، وأريده أن يسمع المناقشة بيننا. فمم تشكو؟»
قال ستيفن: «لم آت إلى هنا لأشكو يا سيدي، بل جئت لأنني استدعيت.»
فقال المستر باوندرباي، وقد وضع ذراعيه على صدره: «هل تشتكون بطريقة عامة أيها الناس؟»
تردد ستيفن لحظة، ثم قال: «انظر حول هذه البلدة يا سيدي، يجب على الناس أن يعملوا بجد منذ الطفولة إلى الشيخوخة، بدون أي تغيير، انظر كيف تتحدث عنا، وتقول دائما إننا مخطئون. هنا شيء خطأ، خطأ تماما.»
Bog aan la aqoon