فقال الأب: «يا مستر باوندرباي، بدا الأمر كما لو أنني وجدت أطفالي يقرءون الشعر.»
فقالت مسز جرادجرايند بصوت ضعيف: «يتملكني العجب منكما. كيف أمكنك، يا لويزا، وأنت يا ثوماس، أن تفعلا ذلك؟ إنكما لتجعلاني أسفا على أن لي أسرة. كم أتمنى لو أنه ما كانت لي أسرة! ماذا فعلتما؟ أريد أن أعرف.»
لم يظهر في ملامح المستر جرادجرايند ما يفيد تأثره بمنطق زوجته، بل بدا عليه القلق.
استأنفت مسز جرادجرايند حديثها، فقالت: «لماذا لم تذهبا لمشاهدة قواقعكما، والمواد الخام، والأشياء العلمية، بدلا من مشاهدة مسارح السيرك؟ أنا على يقين من أن لديكما ما يكفي لتعملاه. إن كان هذا هو ما تريدانه. ورأسي بحالته الحاضرة، أن أتذكر نصف الحقائق، فهناك الكثير منها.»
أمرت مسز جرادجرايند طفليها بالعودة إلى حجرة استذكار دروسهما. وبقيت وحدها مع زوجها والمستر باوندرباي، وراحت مرة أخرى في غيبوبة؛ ولكن لم يلتفت إليها أحد.
قال المستر جرادجرايند: «يا باوندرباي، أنت مولع دائما بطفلي، وخصوصا لويزا - أقول لك هذا صراحة - لقد استأت كثيرا، إذ خططت بحساب تعليم دقيق عقل أسرتي. يجب توجيه التعليم إلى العقل كما تعرف. فلماذا شغفا بذلك السيرك؟»
أجاب صديقه، يقول: «أقول لك لماذا؟ إنه الخيال السيئ».
فقال الأب العملي: «آمل في ألا يكون كذلك، ولكن يدور بخلدي: هل يمكن أن يكون ثوماس ولويزا، قد قرآ كتاب قصص سيئا؟ كيف وصل مثل ذلك الكتاب إلى هذا البيت؟»
فقال باوندرباي: «انتظر لحظة؛ لديك في المدرسة طفلة من السيرك.»
قال: «إنها سيسيليا جوب.»
Bog aan la aqoon