وقال أدهم وهو يتنهد: لا شك في أنك يا همام خيرنا جميعا.
فهتف قدري بمرارة: وأنت يا أبي الذي لم تذكره إلا بخير لا يستحقه!
فقال أدهم: أنت لا تفهم شيئا. - هذا الرجل أسوأ من ابنه إدريس.
فتوسلت أميمة قائلة: إنك تقطع قلبي، وتغلق أبواب الأمل في وجهك.
فصاح قدري باستهانة: لا أمل إلا في هذا الخلاء، أدركوا هذا وأريحوا أنفسكم، ايئسوا من هذا البيت اللعين، أنا لا أخاف هذا الخلاء، حتى إدريس نفسه لا أخافه، وبوسعي أن أكيل له من الضربات أضعاف ما يكيل لي. ابصقوا على هذا البيت وأريحوا أنفسكم.
وساءل أدهم نفسه: «أيمكن أن تمضي هذه الحياة على هذا النحو إلى الأبد؟ ولماذا أيقظت يا أبي طموحنا إليك قبل أن ترتضي العفو لنا؟ وأي شيء يمكن أن يلين قلبك إذا كان ذلك الزمن الطويل لم يلنه؟ وما جدوى الأمل إذا كان ذلك العذاب كله لم يزكنا لرحمة من نحب؟» وقال الرجل بصوت كالغروب: خبرني يا همام عما لديك.
فقال همام في حياء: قال لي اذهب فاستأذن ثم عد.
وشى الظلام بمحاولة فاشلة من أميمة لكتم انتحابها، وتساءل قدري في خبث: وماذا يؤخرك؟
فقال أدهم في حزم: اذهب يا همام مصحوبا بالسلامة والبركات.
وقال قدري بلهجة جدية كاذبة: اذهب يا شهم ولا تلق بالا إلى أحد.
Bog aan la aqoon