وسألها أدهم: كيف حالك؟
فقالت في صوت كالأنين: أكاد أموت من الألم، جسمي يتفكك، وعظامي تتكسر، لا تذهب.
فقالت الداية: بل ينتظر في الخارج بسلام.
وغادر أدهم الكوخ إلى العراء، فلمح شبحا واقفا عن قرب، عرفه قبل أن يتبينه، فانقبض صدره، ولكن إدريس قال مصطنعا لهجة الأدب: جاءها الطلق؟ مسكينة، مرت زوجي بهذه الحالة كما تعلم منذ زمن قصير، إنه ألم كاذب لا يلبث أن يزول، ثم تتلقى نصيبك من عالم الغيب كما تلقيت هند. إنها طفلة ساحرة، ولكنها لا تكف عن التبول والبكاء، تجلد.
فقال أدهم على مضض وضيق: الأمر لصاحب الأمر.
فصدرت عن إدريس ضحكة خشنة وتساءل: جئت لها بداية الجمالية؟ - نعم. - امرأة قذرة، وطماعة، جئت بها أيضا فغالت في تقدير أتعابها فطردتها، ولا تزال تدعو علي كلما رأتني مارا ببيتها.
فقال أدهم بعد تردد: ما ينبغي أن تعامل الناس هكذا. - يا ابن الأكابر، علمني أبوك أن أعامل الناس بالفظاظة والقسوة.
وارتفع صوت أميمة بصراخ كأنما هو صدى للتمزق الذي يقع في جوفها، فانطبقت شفتا أدهم على ما هم بقوله، واقترب من الكوخ قلقا، وهتف بصوت رقيق: شدي حيلك.
فردد إدريس قوله بصوت مرتفع: شدي حيلك يا امرأة أخي.
فأشفق أدهم من سماع زوجه هذا الصوت، لكنه دارى حنقه قائلا: يحسن بنا أن نقف بعيدا عن الكوخ. - تعال بنا إلى كوخي أقدم لك الشاي، وترى هند وهي تغط في النوم.
Bog aan la aqoon