Caruurta xaafadeena

Najiib Maxfuus d. 1427 AH
221

Caruurta xaafadeena

أولاد حارتنا

Noocyada

71

أيام وليال مرت في محبة ومودة وراحة بال، فما أعذب السعادة في هذه الدنيا! لم يكن ليغادر الدار إلا استحياء أن يقال: إنه لا يغادر - منذ تزوج - الدار. ارتوى قلبه من أفانين المسرة حتى ثمل، وحظي بكل ما تمناه من الحنو والعطف والرعاية. كان يهوى النظافة فرأى منظرا مهندما، ووجد جوا معبقا بالبخور، وامرأة لا تطالعه إلا آخذة زينتها، مشرقة الوجه، بادية الود. وقالت له يوما وهما جالسان جنبا إلى جنب في حجرة الجلوس: أراك كالحمل الوديع، لا تطلب ولا تأمر ولا تزجر، وجميع ما في الدار ملك يديك!

فداعب خصلة من شعرها المصبوغ بالحناء وقال: بلغت حالا لا يطلب عندها شيء!

فشدت على يده بقوة وقالت: حدثني قلبي من بادئ الأمر بأنك خير الرجال في حينا لكنك لأدبك تبدو أحيانا كالغريب في دارك ، ألا تدري أن ذلك يؤلمني؟ - إنك تخاطبين رجلا نقله حظه السعيد من الرمال المحرقة إلى جنة هذا البيت السعيد.

فتظاهرت بالجد وإن غلبها الابتسام وقالت: لا تظن أنك ستلقى راحة في بيتي، ستحل اليوم أو غدا محل عمي في إدارة أملاكي، فهل تستثقل ذلك يا ترى؟

فضحك قائلا: إنه اللهو بالقياس إلى رعي الغنم.

وتولى إدارة أملاكها الموزعة بين حي الجرابيع والجمالية. وكانت معاملة السكان الشرسين تتطلب لباقة لكن مرونته عالجت الأمور بخير ما يمكن أن تعالج به. ولم يكن العمل يشغل من وقته إلا أياما كل شهر، وفيما عدا ذلك وجد فراغا لم يألفه من قبل. ولعل أكبر نصر أحرزه في حياته الجديدة كان اكتسابه لثقة عويس عم زوجته. أولاه من بادئ الأمر احتراما وعناية، وتطوع لمعاونته في بعض أعماله، حتى أنس الرجل إليه، وبادله ودا بود واحتراما باحترام. ولم يملك الرجل إلا أن قال له يوما في صراحة: حقا إن بعض الظن إثم! ألا تدري أنني كنت أظنك من برمجية حارتنا؟ وأنك ستستغل عاطفة ابنة أخي لتبتز أموالها فتبعثرها في ملذاتك أو تتزوج بها امرأة أخرى؟! ولكنك أثبت أنك رجل أمين حكيم، وأنها أحسنت الاختيار.

وفي قهوة دنجل كان صادق يضحك في سرور ويقول له: قدم لنا جوزة على الحساب كما ينبغي للأعيان أمثالك!

وكان حسن يقول له: لماذا لا تذهب بنا إلى الحانة؟

لكنه أجابهما جادا: لا مال لي إلا ما أستحقه نظير إدارة أملاك زوجتي أو مقابل خدمات أؤديها لعم عويس.

Bog aan la aqoon