Caruurta xaafadeena

Najiib Maxfuus d. 1427 AH
179

Caruurta xaafadeena

أولاد حارتنا

Noocyada

وهنا قال حندوسة في رجاء: فلندع له الأمر يعالجه بما يرى، وإلا فقد هيبته، وليته يجد طريقة غير الاعتداء على المعتوه، فإن الاعتداء على مثله مهين للفتوة!

ونامت الحارة ولا أحد يدري بما بيت في غرزة بيومي. وفي صباح اليوم التالي غادر رفاعة الربع فرأى بطيخة في طريقه فحياه قائلا: صباح الخير يا معلم بطيخة.

فرماه الرجل بنظرة مقت وصاح: صباح القطران يا ابن القديمة، عد إلى بيتك ولا تخرج منه وإلا كسرت رأسك.

فتساءل رفاعة في دهش: ماذا أغضب فتوتنا؟

فصاح مزمجرا: أنت تكلم الآن بطيخة لا الواقف، فاذهب بلا تردد.

وهم رفاعة بالكلام فلطمه الفتوة لطمة دفعته إلى جدار الربع مترنحا. ورأت امرأة الموقعة فصوتت حتى ملأ صواتها الحارة، وتبعها نسوة أخريات. وارتفعت أصوات استغاثة من أجل رفاعة. وفي لمح البصر جرى نحو المكان كثيرون، من بينهم زكي وعلي وحسين وكريم، ثم جاء عم شافعي، كما جاء جواد الشاعر متلمسا طريقه بعصاه، وما لبث أن ازدحم الموقع بمحبي رفاعة من الرجال والنساء. ودهش بطيخة الذي لم يتوقع شيئا مما حدث، ورفع يده وهوى بها على وجه رفاعة، فتلقاها هذا دون دفاع ولكن الواقفين تصايحوا في انزعاج، واعتراهم انفعال شديد، فتوسل البعض إلى بطيخة أن يتركه، وعدد آخرون حسنات رفاعة ومزاياه، وتساءل كثيرون عن أسباب الاعتداء، وتعالت احتجاجات، فاستشاط بطيخة غضبا وصاح: أنسيتم من أكون؟!

والحق أن حب المتجمعين لرفاعة الذي دفعهم بغير وعي إلى التجمع هو الذي شجعهم على الرد على إنذار بطيخة، فقال أحد الواقفين في الصف الأول: فتوتنا وتاج رأسنا، وما جئنا إلا لنسألك العفو عن الرجل الطيب.

وصاح رجل من وسط المظاهرة متشجعا بالزحام وبمكانه فيه: فتوتنا على العين والرأس، ولكن ماذا فعل رفاعة؟

وصاح ثالث في آخر المظاهرة مطمئنا إلى تواريه عن متناول عين الفتوة: رفاعة بريء والويل لمن يمد له يدا بسوء!

وثار غضب بطيخة فرفع نبوته فوق رأسه وهو يصيح: يا نسوان، سأجعلكم عبرة.

Bog aan la aqoon