فصاح شافعي محتدا: ما طمعت يوما في أن أجعل منك أكثر من نجار، ولكن الحظ يعرض عليك درجة مرموقة في حارتنا، ولكنك تريد أن تكون كودية زار، يا للعار! أي عين أصابتك؟ قل إنك ستتزوجها ودعنا من الهزل! - لن أتزوجها يا أبي.
فقال شافعي دون مبالاة: سأزور خنفس؛ لأطلب القرب منه.
فهتف رفاعة بحرارة: لا تفعل يا أبي!
فسأله أبوه في جزع: خبرني ما شأنك يا ولد؟!
وتوسلت عبدة إلى زوجها قائلة: لا تشتد عليه، أنت أعلم بحاله. - يا سوء ما أعلم! حارتنا تعيرنا برقته. - ترفق به حتى يفكر في الأمر. - أقرانه آباء، والأرض تهتز عند وقع أقدامهم.
وحدجه بنظرة مغيظة ثم استطرد محتدا: لماذا يهرب الدم من وجهك؟ إنك من صلب رجال!
وتنهد رفاعة. الصدر منقبض لحد البكاء. وشائج الأبوة يمزقها الغضب. والبيت يقسو حينا فيرتد سجنا كئيبا. ومرادك ليس في هذا المكان ولا بين هؤلاء الناس. وقال بصوت مبحوح: لا تعذبني يا أبي. - أنت الذي تعذبني، كما عذبتني منذ ولدت.
وأحنى رفاعة رأسه حتى اختفى وجهه عن والديه، وأخفض الرجل من صوته وسكن ما استطاع غضبه، ثم سأله: هل تخاف الزواج؟ ألا تحب أن تتزوج؟ صارحني بما في نفسك، أم أذهب إلى أم بخاطرها فلعلها تعرف عنك ما لا نعرف!
فهتف بحدة: كلا!
وقام فجأة فغادر الحجرة.
Bog aan la aqoon