قالت عبدة باهتمام: فلنذكر فقط أن خنفس سيد آل جبل وأن صداقة أهله دعاء مستجاب.
فقال رفاعة في ضجر: مباركة عليك هذه الصداقة!
فتبادلت الأم مع زوجها نظرة ذات معنى، قالت على أثرها: إن مجيء عيشة مع أمها حدث له معنى!
فتساءل رفاعة وهو يشعر بانقباض: ما معناه يا أمي؟
فضحك شافعي وهو يلوح بيده يائسا وقال مخاطبا عبدة: كان ينبغي أن نقص عليه كيف تم زواجنا!
فهتف رفاعة بضيق: كلا! كلا يا أبي! - ماذا تعني؟ وما لك تبدو كالعذراء؟
وقالت عبدة بإغراء ورجاء: أنت الذي بيدك أن تدخلنا نظارة وقف آل جبل، سيرحبون بك إذا تقدمت، حتى خنفس سيرحب بك؛ إذ لولا ثقة المرأة في مكانتها عنده ما أقدمت على تلك الخطوة، أمامك جاه ستحسدك الحارة عليه من أولها إلى آخرها.
وقال الأب ضاحكا: من يدري فلعلنا نراك يوما ناظرا لوقف جبل أو ترى أنت أحد أبنائك فيه. - أنت الذي تقول ذلك يا أبي؟! أنسيت لماذا هاجرت من الحارة منذ عشرين عاما؟
فرمش عم شافعي في شيء من الارتباك وقال: نحن نعيش اليوم كما يعيش غيرنا، فلا يجوز أن نهمل انتهاز فرصة تجيء بنفسها إلينا.
وتمتم رفاعة، وكأنه يحادث نفسه: كيف أصهر إلى عفريت وأنا لا هم لي اليوم إلا مطاردة العفاريت؟!
Bog aan la aqoon