Awham Caql
أوهام العقل: قراءة في «الأورجانون الجديد» لفرانسيس بيكون
Noocyada
التي أسميتها أيضا «شواهد مرتحلة»
traveling instances
و«شواهد مفصلية»
jointed instances ، وهي الشواهد التي تشير إلى الحركات المستمرة بالتدريج في الطبيعة، هذا النوع من الشواهد يتجنب ملاحظتنا لا حواسنا؛ فالناس هنا غافلون بشكل عجيب. حقيقة الأمر أنهم لا يلاحظون الطبيعة إلا بطريقة عابرة ومتقطعة وبعد أن تتم الأجسام وتكتمل وليس أثناء عمل الطبيعة عليها. فأنت إذا أردت أن ترى مهارات رجل حرفي وتلاحظ عمله، فأنت لن تشاء أن تشاهد المواد الخام لحرفته فحسب، بل تريد أن تكون هناك أثناء قيامه بعمله وتشكيل منتجه، كذلك الأمر بالنسبة للطبيعة، وعلى المرء أن يقوم إزاءها بشيء مشابه، مثال ذلك: إن على كل من يدرس نمو النباتات أن يلاحظها منذ بذر البذور فصاعدا (يمكن بسهولة أن يعمل ذلك بأن يأخذ كل يوم تقريبا بذورا لها في الأرض يومان وثلاثة أيام وأربعة وهكذا ويدرسها بعناية)، إن عليه أن يلاحظ كيف ومتى تبدأ البذرة في الامتلاء والانتفاخ وتملأ بالروح (إن جاز القول)، وكيف تبدأ عندئذ في فتق القشرة وإخراج شطئها، وتشق طريقها في الوقت نفسه إلى أعلى بعض الشيء ما لم تكن التربة ثقيلة جدا، وكيف تطلع أيضا فروعا، بعضها لأسفل كجذور، والبعض لأعلى كجذوع، وأحيانا تزحف جانبا إذا استطاعت أن تجد تربة مفتوحة وأيسر من هذا الاتجاه، وهناك أشياء أخرى عديدة عليه أن يلاحظها. وعلى المرء أن يفعل نفس الشيء إزاء عملية فقس البيض؛ حيث عملية بداية الحياة وتشكلها تفصح عن نفسها، وتكشف أي الأجزاء يأتي من المح وأيها يأتي من بياض البيضة وهكذا. وتقدم الحيوانات المتولدة من التحلل تقدم منهجا مماثلا. إنه ليكون غير إنساني أن تجرى مثل هذه الأبحاث على الحيوانات التامة التشكل والجاهزة للولادة بفصل الأجنة إلى خارج الرحم، باستثناء الإجهاضات العرضية وفي الصيد وما إلى ذلك؛ «ولذا يتعين على المرء أن يعكف على نوع من الملاحظة الدءوب للطبيعة على مدار الساعة؛ إذ إنها تكشف عن نفسها للفحص أثناء الليل أفضل مما تفعل أثناء النهار، فهذه الملاحظات قد تعتبر ليلية؛ لأن مصباحنا ضئيل ولكنه دائم الإضاءة.»
والشيء نفسه ينبغي أن يجرب في حالة الأشياء غير الحية، مثلما فعلنا في دراسة تمدد السوائل بواسطة اللهب؛ فهناك طريقة للتمدد في الماء، وأخرى في النبيذ، وأخرى في الخل، وأخرى في عصير العنب، وطريقة مختلفة جدا في اللبن والزيت ... إلخ. بوسعك أن ترى هذا بسهولة بأن تغليها في وعاء زجاجي على نار هادئة؛ حيث يمكن لكل شيء أن يرى بوضوح، وأنا هنا أمر مرورا سريعا بهذا الموضوع؛ لأني سأعرض له بدقة وإسهاب أكبر عندما أصل إلى اكتشاف «العملية الكامنة»
latent process
للأشياء. فعلينا دائما أن نضع في اعتبارنا أننا لا نتناول الأشياء ذاتها هنا، بل نقدم أمثلة لا أكثر.
وفي المرتبة الخامسة والعشرين بين شواهد الامتياز سأضع «الشواهد المشيرة»
suggestive instances ؛
90
Bog aan la aqoon