Awham Caql
أوهام العقل: قراءة في «الأورجانون الجديد» لفرانسيس بيكون
Noocyada
إنصافا لبيكون
رغم كل ما قيل ويقال عن قصور المنهج البيكوني، فإن من يأخذ فكر بيكون في سياقه الزمني ويتفهم اللحظة التاريخية التي كان يمثلها؛ يدرك أن كل هذه الانتقادات هي انتقادات لاحقة استعادية، انتقادات «بأثر رجعي»
retrospective ، انتقادات في ضوء التقدم الهائل الذي أنجزه العلم ومنهجه بعد بيكون، انتقادات من متفرج على البر (الزماني) إلى من يصطرع ببسالة مع اللجج الحقيقية (الآنية)، انتقادات ليس فيها «تمثل» ولا «مواجدة»
empathy ، انتقادات لا تلتفت إلى «الصراع المرير الذي كان يخوضه بيكون ضد أنصار الفكر التأملي الاستنباطي ممن يستدلون على قوانين الطبيعة من كتب الأقدمين، ولا يبذلون أدنى جهد لمتابعة خصائصها وملاحظتها بأنفسهم؛ أي لا تلتفت إلى أهمية الإنجاز الذي حققه بيكون في عصر كانت فيه الروح المدرسية التقليدية لا تزال مسيطرة على الأوساط العلمية، وهو الدعوة إلى منهج جديد للعلم مستمد من الاتصال المباشر بالطبيعة لا بالكتب ، وإلى غاية جديدة للعلم هي تحقيق سيطرة الإنسان على الطبيعة وإخضاعها لأهدافه، بدلا من الوقوف إزاءها موقف المتفرج المتأمل.»
14
فإذا صح أن بيكون قد أغفل الفروض وتملكته نزعة تجريبية متطرفة، فلقد كان تطرفها رد فعل مفهوما على تطرف مضاد في التأمل العقلي الخالص كما كان سائدا في التراث السابق كله، كانت هذه النزعة تحتم عليه ألا يتجاوز الملاحظات المعطاة، ويحذر بشدة من الفروض بوصفها قفزات عقلية غير مأمونة.
15
يقول
: «ومن ثم فإن بيكون لم يكن يشجب الفروض، بل الميل إلى التعامل معها كما لو كانت غير قابلة للتصويب، ومثل هذا الموقف ينجم عنه نفور من المضي في اختبار الفروض، ويؤدي إلى العلم العقيم الذي كان بيكون يراه من حوله.»
16 (4) الاستبعاد البيكوني استباق للتكذيب البوبري
Bog aan la aqoon