Awham Caql
أوهام العقل: قراءة في «الأورجانون الجديد» لفرانسيس بيكون
Noocyada
ب لجذب الدنيا إلى الرؤساء
المعري
إياك واحذر أن تكو
ن من الثقات على ثقة
ابن فارس
هي الأوهام التي انسربت إلى عقول البشر من النظريات والمذاهب التي تفرض نفسها على الأذهان نتيجة احترامنا الزائد لآراء القدماء، إن كل المذاهب التي تعلمها الناس وابتكروها حتى الآن هي أشبه بمسرحيات تؤدى على المسرح، خالقة عوالم من عندها زائفة وهمية. وفي مسرحيات هذا المسرح الفلسفي قد تلاحظ نفس الشيء الموجود في مسرح الشعراء: أن القصص المؤلفة للمسرح أكثر تماسكا ووجاهة وإمتاعا من القصص الحقيقية من التاريخ وأقرب لرغبات الناس. يقول بيكون: «ولا ينسحب حديثي على الفلسفات والمذاهب الرائجة اليوم فحسب، ولا حتى على المذاهب القديمة، فما يزال بالإمكان تأليف الكثير من المسرحيات الأخرى من نفس النمط وتقديمها بنفس الطريقة المصطنعة، وإضفاء الاتفاق عليها ما دامت أسباب أغلاطها المتفاوتة هي أسباب مشتركة إلى حد كبير، ولا أنا أقصر حديثي على الفلسفات الكلية، وإنما أشمل أيضا كثيرا من العناصر والمبادئ الخاصة بالعلوم، والتي اكتسبت قوتها الإقناعية من خلال التقليد والتصديق الساذج والقصور الذاتي.»
17
ثمة ثلاثة أنواع من أوهام المسرح أو ثلاثة فصائل من الفلاسفة يمثلون هذه الأوهام: الفصيل النظري أو السوفسطائي، والفصيل التجريبي العشوائي
empiric ، والفصيل الخرافي المشعوذ؛ أما الصنف النظري - ويمثله أرسطو - فيخلق عالما من الأفكار المجردة التي لا يقابلها في الواقع شيء: كالمقولات والقوة والفعل، ويعالج كل الموضوعات من خلال هذه الأفكار، وحتى التجارب القليلة التي أجراها كانت نتيجتها قد تحددت مقدما عن طريق الاستدلال، وأما الصنف التجريبي العشوائي فيعتمد على تجارب قليلة لا تخضع لمنهج منظم، يحاول أن يبني منها فلسفة كاملة، ومن هؤلاء: الخيميائيون القدامى الذين يتعجلون الوصول إلى نتائج قبل أن يبنوا أبحاثهم على أساس متين، وأما الصنف الثالث فهم أصحاب الخرافات الذين يمزجون الفلسفة باللاهوت، ولا يفرقون بين التفكير المنظم وبين الأسطورة الشعرية، ومن هؤلاء: فيثاغورس، وكذلك أفلاطون الذي ينتمي إلى هذه الفئة ، ولكن في صورة أدق وأخطر.
18
Bog aan la aqoon