Awail Kharif
أوائل الخريف: قصة سيدة راقية
Noocyada
ولكنها كانت تعرف أن ثمة حقا واحدا؛ ألا وهو حق سيبيل. يجب ألا تجعل من نفسها أضحوكة من أجل سيبيل. يجب ألا تفعل شيئا يتعارض مع ما كان يحدث في زورق الصيد الصغير هذا الصباح على مسافة بعيدة فيما وراء الأهوار في مكان ما بالقرب من الموضع الذي غرقت فيه سافينا بينتلاند. وكانت تعرف جيدا لماذا اختارت سيبيل الخروج لصيد الأسماك بدلا من ركوب الخيل؛ كان من السهل جدا إلقاء نظرة على الفتاة والشاب دي سيون ومعرفة ما كان يجري هناك. هي نفسها لم يكن يحق لها اعتراض طريق ذلك الأمر الآخر الذي كان أكثر نضارة وشبابا، وأقرب كثيرا إلى الكمال.
وبينما كانت تعقل فرسها عند السور المنخفض بجوار الإسطبل، رفعت بصرها وصادفت عيناها جسدا مألوفا متشحا بالسواد الباهت واقفا في الحديقة، كما لو أنها كانت قد وقفت هناك طوال ذلك الوقت تتطلع إلى المروج، وتراقبهما. وحين اقتربت أكثر، أقبلت عليها العمة كاسي والقلق باد على وجهها، قائلة بصوت هامس ضعيف، كما لو أنها تخشى من أن يسمعها أحد: «ظننت أنك لن تعودي أبدا، يا أوليفيا العزيزة. لقد كنت أبحث عنك في كل مكان.»
أجابتها أوليفيا، وقد أدركت من الطريقة المتسمة بالغموض الشديد أن كارثة جديدة قد وقعت: «كنت أركب الخيل مع أوهارا. ابتعدنا أكثر مما ينبغي وكان الجو حارا للغاية فلم يكن من الممكن أن نستحث الخيل.»
قالت العمة كاسي: «أعرف. رأيتكما.» (قالت أوليفيا في سرها: «بالطبع من شأنها أن ترانا. وهل يفوتها أي شيء مطلقا؟») وأردفت العمة كاسي تقول: «الأمر يتعلق بها. انتابتها نوبة عنيفة هذا الصباح والآنسة إيجان تقول إنك ربما تكونين قادرة على التصرف. ظلت تهذي بخصوص شيء متعلق بالعلية وسابين.» «أجل، أعرف ما هو. سأصعد إليها حالا.»
ظهر هيجينز، مبتسما وفي عينيه الحادتين نظرة خاطفة لامعة، كما لو أنه عرف كل ما كان يجري وأراد أن يقول: «آه، كنت مع أوهارا هذا الصباح ... بمفردك ... حسنا، أحسنت صنعا ، يا سيدتي. أتمنى أن يجلب لك هذا السعادة. يجدر بك أن تحظي برجل كهذا.»
وبينما كان يأخذ باللجام، قال: «يا له من حصان رائع ذلك الذي يركبه السيد أوهارا يا سيدتي. أتمنى أن نقتنيه في إسطبلاتنا. ...»
غمغمت بشيء ما ردا عليه ودون حتى أن تنتظر تناول القهوة أسرعت تصعد الدرج المظلم المؤدي إلى الجناح الشمالي. وفي الطريق المار أمام صف النوافذ الطويلة الغائرة في الحائط، لمحت بنظرة خاطفة سيبيل، متأنقة للغاية في ملبسها وتمسك بمظلة صفراء فاقعة اللون فوق رأسها، وتتهادى في مشيتها على ممر السيارات الطويل المؤدي إلى المنزل، ومرة أخرى خالجها شعور مفاجئ يتعذر تفسيره بقرب وقوع حادث كئيب، بل وربما مأساوي. كانت هذه واحدة من نوبات الاكتئاب السريعة غير المفسرة التي تتلبس المرء كشبح. قالت في نفسها: «أشعر بالاكتئاب الآن لأنني قبل ساعة كنت في غاية السعادة.»
وأردفت على الفور قائلة في نفسها: «لكن التفكير بهذه الطريقة من شيم العمة كاسي. يجب أن أحترس وإلا سأتحول إلى بينتلاندية أصيلة ... معتقدة بأنني إذا كنت سعيدة، فستعقب ذلك كارثة تحل قريبا.»
في الآونة الأخيرة انتابتها لحظات بدا لها فيها أن ثمة شيئا في الأجواء، قوة خفية ما في جنبات المنزل العتيق نفسه، تغيرها ببطء، على نحو لا يكاد يكون ملحوظا، رغما عنها. •••
التقت بها الآنسة إيجان على عتبة الباب من الخارج، بابتسامتها المصطنعة الدائمة التي بدت اليوم لأوليفيا كابتسامة القدر نفسه.
Bog aan la aqoon