Awail Kharif
أوائل الخريف: قصة سيدة راقية
Noocyada
همت السيدتان المسنتان بنشاط عظيم في مغادرة المكان، وبدأتا رحلة بحث كبيرة عن العباءات والأوشحة والحقائب؛ ولكنهما غادرتا في النهاية، والعمة كاسي تدير رأسها لتقول من فوق كتفها النحيف الفارع: «هل ستودعين حماك العزيز يا أوليفيا؟ أظن أنه يلعب البريدج مع السيدة سومز.»
أجابت أوليفيا من الشرفة قائلة: «أجل، إنه يلعب البريدج مع السيدة سومز.»
تنحنحت العمة كاسي، بقوة، نحنحة ذات مغزى عميق. ومن خلال نظرتها، ونبرة صوتها، استطاعت أن تطلق وابلا من الاستنكار لسلوك العجوزين جون بينتلاند والسيدة سومز.
وبعد أن أمرت السائق بالسير متمهلا جدا، صعدت سيارتها القديمة المتهالكة، تتبعها الآنسة بيفي باحترام، ومضت السيارة في ممر السيارات المحفوف بأشجار الدردار بين صفوف السيارات المنتظرة على الجانبين.
كان «الحما العزيز» لأوليفيا هو شقيق العمة كاسي، ولكنها كانت تختار دوما أن تشير إلى الصلة التي تربطه بأوليفيا، كما لو أنها بهذه الطريقة توثق، بلا أمل، أواصر أوليفيا بنسيج العائلة. •••
وفي طريق عودة السيدتين الأصغر سنا إلى المنزل، تساءلت أوليفيا قائلة: «أين تيريز؟ لم أرها منذ أكثر من ساعة.» «لقد عادت إلى المنزل.» «تيريز ... عادت إلى المنزل ... من حفل راقص أقيم من أجلها!»
وقفت أوليفيا في حالة ذهول واستندت إلى الحائط، فبدت آية في السحر والجمال حتى أن سابين قالت في نفسها: «يا لها من خطيئة أن تعيش امرأة رائعة الجمال مثلها حياة كهذه.»
ثم قالت جهرا: «ضبطتها تتسلل. سارت إلى الكوخ. قالت إنها تكره الحفل وتشعر بالبؤس والملل وتفضل أن تأوي إلى الفراش.» هزت سابين كتفيها البديعتين وأضافت قائلة: «لذا، تركتها تذهب. ما الفارق الذي سيشكله ذلك؟» «لا شيء، على ما أظن.» «لا أجبرها مطلقا على فعل أشياء من هذا القبيل. لقد أجبرت على الكثير حين كنت شابة في مثل عمرها؛ وينبغي أن تتصرف تيريز كما يحلو لها تماما وأن تتمتع بالاستقلالية. المشكلة أنه قد أفسدتها معرفة رجال أكبر سنا ورجال يتحدثون بذكاء.» ثم ضحكت وأضافت: «أخطأت بعودتي إلى هنا. لن أزوجها أبدا في هذا الجزء من العالم. فالرجال جميعهم يخشونها.»
ظلت أوليفيا تراقب قوام ابنة سابين الغريب، بحجمها الضئيل وبشرتها الداكنة، وعينيها الواسعتين المتقدتين وهالة الاستقلالية المتسمة بالعبوس، وهي تسير مبتعدة عبر الممر الترابي المؤدي إلى منزل بروك «كوتيدج». كانت تختلف اختلافا كبيرا عن ابنتها سيبيل الهادئة المهذبة.
قالت أوليفيا وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة ماكرة مفاجئة: «لا أظن أن بلدة دورهام أعجبتها حقا.» «كلا ... لقد سئمتها.»
Bog aan la aqoon