134

Awail Kharif

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

Noocyada

سارعت بقولها: «أوه، سيأتيان من وقت إلى آخر ... وأظن أنهما ربما يعودان يوما ما للعيش هنا.» «أجل ... ومنزل عائلة بينتلاند سيئول إليهما ذات يوم.»

وحينئذ تذكرت لأول مرة أن ثمة شيء كان يجب عليها أن تخبره به، شيء بدا أشبه باعتراف. يجب أن تخبره الآن، ولا سيما أن جان سيمتلك يوما ما منزل عائلة بينتلاند وكل ثروتها.

بدأت حديثها قائلة: «ثمة شيء لم أخبرك إياه من قبل. إنه شيء كتمته في نفسي لأنني أردت أن تحظى سيبيل بسعادتها ... رغم كل شيء.»

قاطعها قائلا: «أعرف ما هو.» «لا يمكن أن تعرف ما أقصده.» «بلى، أعرف؛ لقد أخبرني الفتى بنفسه. ذهبت إليه لأتحدث معه عن سيبيل لأنني أردت أن أتيقن منه ... وبعد برهة أخبرني. كان تصرفا جديرا بالاحترام أن يفعل ذلك. لم يكن بحاجة إلى أن يفصح عن الأمر. فما كانت سيبيل لتخبرنا به مطلقا ... ما كانت لتفعل مطلقا إلا بعد فوات الأوان.»

جعلها الحديث تشعر بحالة من الضعف والاضطراب؛ لأنها كانت قد توقعت منه غضبا واستنكارا. لقد كانت تخشى من أن يعتبر صمتها خيانة له، وربما أدى هذا في النهاية إلى تدمير علاقة الثقة الطويلة بينهما.

وشرع يقول: «لا يد للصبي في هذا. إنه أمر لا يستطيع المرء أن يشرحه كما ينبغي. لكنه فتى لطيف ... وكانت سيبيل مصممة عليه. أظن أنها تتمتع بتفكير جيد وعقلاني مع حداثة سنها.» تنهد والتفت نحوها مرة أخرى، ثم أضاف قائلا: «لن أخبر الآخرين بالأمر ... ولا حتى آنسون. ربما لن يعرفوا أبدا، وإذا لم يعرفوا، فما لا يعرفونه لن يسوءهم.»

بدا أن الغموض الذي يحيط به يزداد عمقا أكثر فأكثر في كل مرة يتحدثان فيها هكذا، بحميمية، ربما لأن ثمة أغوار داخل الرجل المسن لم تتصور أبدا أنها ممكنة. وربما، في أعماق روحه تحت كل هذا التحفظ الشديد في طبيعته، كان يوجد قدر من الإنسانية أعظم بكثير من أي قدر لاقته من قبل. قالت في نفسها: «وأنا التي كنت أراه شخصا قاسيا وفاترا وانتقاديا.» بدأت تتفهم القوة البالغة الكامنة في عزلته الشديدة، قوة رجل كان بمفرده دائما.

بعد قليل سألها: «وأنت يا أوليفيا؟ هل أنت سعيدة؟» «أجل ... أخيرا، أشعر بالسعادة هذا الصباح ... بسبب سيبيل وجان.»

قال بنبرة حزن رقيق: «هذا صحيح. هذا صحيح. لقد فعلا ما عجزنا أنا وأنت عن فعله يا أوليفيا. سيحظيان بما لم نحظ به قط ولا يمكن أن نحظى به أبدا لأن الأوان قد فات. وقد ساعدناهما على تحقيق ذلك ... وهذا جانب جيد من الأمر. فقط أردتك أن تعرفي أنني أتفهم الأمر.» ثم أردف قائلا: «من الأفضل أن نذهب ونخبر الآخرين. ستفتح علينا أبواب الجحيم حين يسمعون بالخبر.»

كانت على وشك أن تذهب، ولكن خطرت لها فكرة غريبة، بصيص أمل، أمل ضئيل جدا، ولكن ربما يمنحه قدرا قليلا من السعادة. كانت قد فوجئت من طريقة حديثه؛ إذ كان كما لو أنه اقترب جدا من الموت أو قد مات بالفعل. بدا من مظهره هرما ومرهقا جدا.

Bog aan la aqoon