126

Awail Kharif

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

Noocyada

5

ظلت الحرارة عالقة في الأجواء حتى المساء، مخترقة مع الظلام غرفة الاستقبال حيث جلسوا - سابين وجون بينتلاند والسيدة سومز العجوز وأوليفيا - يلعبون البريدج لآخر مرة، ومع انقضاء الأمسية ببطء شديد، سارت اللعبة على نهج أسوأ أكثر فأكثر؛ إذ أخذت السيدة سومز تنسى أوراق اللعب الخاصة بها وظل جون بينتلاند متحليا بالصبر وظلت سابين جالسة ملتزمة صمتا مكبوحا وساخرا، وقد ارتسم على وجهها تعبير كان يعني بجلاء: «يمكنني أن أحتمل هذا الليلة فقط لأنني غدا سأعاود الفرار إلى عالم نابض بالحياة.»

جلس جان وسيبيل لبعض الوقت يعزفان على البيانو، ثم انتقلا إلى مراقبة لعبة البريدج. لم يتحدث أحد إلا من أجل المراهنة أو لتذكير السيدة سومز بأنه حان الوقت لتوزع بيديها المرتعشتين أوراق اللعب على الطاولة. وحتى صوت أوليفيا الخفيض الهادئ بدا عاليا في الأجواء الساكنة الحارة للغرفة العتيقة.

في الساعة التاسعة مساء، ظهر هيجينز ومعه رسالة لأوليفيا، مفادها أن أمرا ما استبقى السيد أوهارا في البلدة وإنه إن استطاع أن يغادر قبل الساعة العاشرة فسيمر على منزل عائلة بينتلاند إذا وجد الأنوار لا تزال مضاءة في غرفة الجلوس. وبخلاف ذلك، لن يتمكن من المجيء لركوب الخيل في الصباح.

في إحدى المرات أثناء فترة توقف قصيرة عن اللعب، قالت سابين على مضض: «لم أسأل آنسون عن الكتاب. لا بد أنه اقترب من النهاية.»

عقبت أوليفيا قائلة: «اقترب كثيرا. لم يعد يوجد الكثير مما يستلزم فعله. سيأتي الرجال غدا لالتقاط صور فوتوغرافية لرسوم البورتريه الشخصية. إنه يستخدمها صورا إيضاحية في الكتاب.»

وفي الساعة الحادية عشرة، كانوا قد أنهوا جولة لعب، فقالت سابين: «أنا آسفة، ولكن يجب أن أتوقف عن اللعب. يجب أن أستيقظ مبكرا صباح غد لحزم الأمتعة.» ثم التفتت إلى جان وقالت: «هلا أوصلتني بالسيارة إلى المنزل؟ يمكن أن تأتي سيبيل معنا لتستمتع بالهواء الطلق. يمكنك أن تعيدها إلى هنا مرة أخرى.»

وعندما سمعتها أوليفيا، أرادت أن تصرخ قائلة: «كلا، لا تذهبي. يجب ألا تتركيني الآن ... بمفردي. يجب ألا تذهبي بتلك الطريقة!» ولكنها تمكنت من أن تقول بهدوء، بنبرة بدت حالمة: «لا تتأخري كثيرا يا سيبيل.» وبدون تفكير، ودون أن تدري بما كانت تفعله، بدأت تعيد أوراق اللعب إلى علبها.

رأت أن سابين خرجت أولا، ثم تبعها جون بينتلاند والسيدة سومز المسنة، وبقي جان وسيبيل حتى غادر الآخرون، وحتى ساعد جون بينتلاند السيدة المسنة لتستقل سيارته وقادها مصطحبا إياها. ثم، تطلعت بابتسامة بدت بطريقة ما مؤلمة لها، وقالت: «حسنا؟»

فأقبلت سيبيل عليها وقبلتها، وقالت بصوت خفيض: «إلى لقاء يا عزيزتي، بعد فترة قصيرة ... أحبك.» وقبلها جان بخجل على وجنتيها.

Bog aan la aqoon