Awail Kharif
أوائل الخريف: قصة سيدة راقية
Noocyada
تملكه شعور غامر بالنشوة. مال عليها وقبلها، فتبلل وجهه المسمر بدموعها المنهمرة.
قالت: «أنا سعيدة جدا، ومع ذلك حزينة جدا ...» «إذا كنت تحبينني ... إذن يمكننا أن نمضي قدما في طريقنا ... لسنا بحاجة إلى التفكير في أي من الآخرين.» «أوه، الأمر ليس بهذه السهولة يا عزيزي.» لم يكن قد سبق لها أن كانت بهذا القدر من الوعي لحضوره، ولذلك الإحساس الغريب بالدفء والروعة الذي بدا أنه كان يضفيه على كل شيء يخصه.
قالت: «يجب أن أفكر في الآخرين. لا أقصد زوجي ... فلا أظنه حتى يهتم ما دام لا أحد يعرف شيئا. ولكن أقصد سيبيل ... لا أستطيع أن أجعل من نفسي أضحوكة على حساب سيبيل.»
أدركت على الفور أنها استخدمت العبارة الخطأ، وأنها جرحته؛ إذ مست دون قصد الهاجس الذي كان يتملكه أحيانا بأنها تحسبه سياسيا أيرلنديا مبتذلا وسوقيا.
سألها بنبرة يشوبها بعض المرارة: «أتظنين أن ما بيننا ... يمكن أن يطلق عليه «أضحوكة»؟» «كلا ... أنت تعرف أنني لا أقصد ذلك ... تعرف أنني كنت أفكر في نفسي فحسب ... كوني امرأة في منتصف العمر لديها ابنة في سن الزواج.» «ولكنها ستتزوج ... قريبا ... بالتأكيد. دي سيون الشاب ليس من النوعية التي تطيق الانتظار.» «أجل ... هذا صحيح ... ولكن حتى ذلك الحين.» ثم التفتت إليه بسرعة قائلة: «ماذا تريد مني أن أفعل؟ ... أتريدني أن أكون عشيقتك؟» «أريدك لنفسي ... أريدك أن تكوني زوجتي.» «أتريدني إلى هذا الحد؟» «أريدك إلى هذا الحد ... لا يمكنني أن أحتمل فكرة مشاركتك ... فكرة أنك تخصين شخصا آخر.» «أوه ... لم أعد أخص أحدا منذ سنوات طويلة ... منذ ولادة جاك.»
واصل حديثه بسرعة وحماس قائلا: «هذا من شأنه أن يغير حياتي كلها. من شأنه أن يعطيني سببا للاستمرار ... لولاك أنت ما عشت ... لأهملت كل شيء ورحلت ... لقد سئمت الحياة.» «وهل تريدني لذاتي ... أم فقط لأنني سأساعدك في حياتك المهنية وأمنحك شغفا بالحياة.» «من أجلك أنت ... ولا شيء آخر، يا أوليفيا.» «حسنا، أسألك لأنني فكرت كثيرا بخصوص هذا الأمر. أنا أكبر منك سنا، يا مايكل. الآن، أبدو شابة. ولكن في سن الأربعين سيتغير ذلك ... سأبلغ الأربعين في الخريف ... في الأربعين كون المرء أكبر سنا يشكل فارقا. فالوقت المتبقي لنا قصير ... لا يكون الأمر كما كنا في العشرينيات من عمرنا ... أسألك أيضا لأنك رجل ذكي ولماح ولا بد أنك أيضا تلاحظ هذه الأمور.» «لا شيء من هذا يشكل فارقا.» بدا عليه الحماس الشديد، ووأد بريق في عينيه الزرقاوين شكوكها. فصدقته.
وقالت: «ولكننا لا نستطيع أن نتزوج ... مطلقا، ما دام زوجي على قيد الحياة. لن يطلقني أبدا ولن يدعني أتطلق منه. فأحد معتقداته الراسخة ... أن الطلاق شيء بغيض. بالإضافة إلى أنه لم يقع طلاق أبدا في عائلة بينتلاند. وقعت أشياء أسوأ من ذلك.» ثم أضافت بمرارة: «ولكن لم يقع طلاق أبدا، ولن يكون آنسون أول من يكسر العادات والتقاليد.» «هل ستتحدثين إليه؟» «في هذه اللحظة يا مايكل، أظن أنني يمكن أن أفعل أي شيء ... حتى هذا. ولكن هذا لن يجدي نفعا.» لاذا بالصمت لبعض الوقت، واستحوذ عليهما شعور عميق باليأس، وبعد قليل قالت: «هل يمكننا الاستمرار على هذا النحو لوقت قصير ... حتى ترحل سيبيل؟» «لسنا في العشرينيات من العمر ... لا أنا ولا أنت. لا يمكننا الانتظار طويلا جدا.» «ولكن لا يمكنني التخلي عنها. أنت لا تعرف كيف هي الأمور في منزل عائلة بينتلاند. يجب أن أنقذها، حتى لو خسرت نفسي. أظن أنهما سيتزوجان قبل حلول فصل الشتاء ... بل قبل الخريف ... قبل أن يسافر. وحينئذ سأصير حرة. لا يمكنني ... لا يمكنني أن أكون عشيقتك الآن، يا مايكل ... بينما لا تزال سيبيل معي في منزل عائلة بينتلاند. ... ربما أكون مراوغة ... ربما أبدو سخيفة، ولكن هذا يحدث فارقا ... ربما لأنني عشت بينهم لمدة طويلة جدا.» «هل تعدينني بأنك ستصبحين حرة عندما ترحل؟» «أعدك بذلك، يا مايكل ... لقد أخبرتك بأنني أحبك ... وأنك الرجل الوحيد الذي أحببته في حياتي ... ولم أكن أي مشاعر، ولا حتى بأدنى قدر، لأي شخص آخر.» «ستساعدنا السيدة كاليندار ... إنها ترغب في ذلك.»
أجفلت وقالت: «أوه، سابين ... هل تحدثت معها؟ هل أخبرتها بأي شيء؟» «كلا ... ولكنك لست بحاجة إلى إخبارها بأمور كتلك. فهي لديها طرق خاصة لتعرف.» ثم قال بعد لحظة: «يا إلهي، حتى هيجينز يريد ذلك. ظل يقول لي، بطريقة غير مباشرة، كما لو أنه لا يقصد شيئا مما يقوله: «السيدة بينتلاند امرأة رائعة يا سيدي. أنا أعرفها منذ سنوات. يا إلهي، لقد ساعدتني على الخروج من ورطات وقعت فيها. ولكن من المؤسف أنها محبوسة داخل تلك المقبرة مع كل أولئك الأموات. يجب أن يكون لديها زوج يكون رجلا بمعنى الكلمة. إنها متزوجة من جثة حية.».»
توردت أوليفيا خجلا. ثم قالت: «لا يحق له التحدث بتلك الطريقة.» «لو كان بإمكانك سماعه وهو يتحدث، لعرفت أن ما قاله ليس من منطلق عدم الاحترام؛ وإنما لأنه متيم بك. فمن شأنه أن يقبل الأرض التي تمشين عليها.» وأضاف، وهو يطأطئ رأسه: «يقول إنه من المؤسف أن تحبس فرس أصيلة مثلك في منزل عائلة بينتلاند. يجب ألا تنزعجي من الطريقة التي قال بها ذلك. فهو مربي خيول ولذلك يرى مثل هذه الأمور في ضوء الحقيقة.»
حينئذ أدركت ما كان أوهارا قد أخفق في فهمه -وهو أن هيجينز كان يتناول مأساة ابنها، ابن كان ينبغي أن يكون قويا ومفعما بالحيوية، مثل جان . وراودتها فكرة جامحة؛ هي أنها ربما لا يزال من الممكن أن ترزق بابن قوي، من أب كأوهارا، ابن من شأنه أن يكون وريثا لعائلة بينتلاند ولكن دون أن يحمل وصمة العائلة. ربما تقترف ما اقترفته سافينا بينتلاند من قبل. ولكنها رأت على الفور إلى أي مدى كانت هذه الفكرة سخيفة؛ لأن آنسون سيعرف جيدا أن الطفل ليس ابنه.
Bog aan la aqoon