5
رأوا إنسانا لا تفقد فيه الإنسانية حقيقة من حقائقها، ولا يصيب فيه الجبروت باطلا من أباطيله.
اجتمع الأساقفة والرهبان يرون رجلا في يده الدنيا، ولكنها ليست في قلبه، يملكها ولا تملكه، ويصرفها ولا تصرفه، ويستعبدها ولا تستعبده، وليس شيئا أن تكون زاهدا في صومعة، ولكن العظمة كلها أن تكون زاهدا والدنيا تحت قدميك. «ودفع عمر قميصا له كرابيس،
6
قد انجاب مؤخره عن قعدته من طول السير، إلى الأسقف، وقال: اغسل هذا وارقعه. فانطلق الأسقف بالقميص ورقعه، وخاط له آخر، فراح به إلى عمر، فقال: ما هذا؟ قال الأسقف: أما هذا فقميصك قد غسلته ورقعته، وأما هذا فكسوة لك مني. فنظر إليه عمر ومسحه، ثم لبس قميصه، ورد عليه ذلك القميص وقال: هذا أنشفهما للعرق.»
2
وسار عمر حتى نزل الجابية
7
في وسط الشام التي غلب عليها هرقل، ولكنه دخل الجابية كما دخل أيلة: «قدم على جمل أورق، تصطفق رجلاه بين شعبتي رحله، بلا ركاب، وطاؤه كساء أنبجاني
8
Bog aan la aqoon