وإني أرى أنك لو تخليت عن جنس حواء لضاعت الأنوثة من هذا الجنس كله، وفقد كل لطف وحلاوة وجمال.
فأنت بالنسبة لبنات حواء نجمة ساطعة يضيء جنسكن بضيائك، ويزدان بلألائك، ولو تخليت عنه لفقد كل ما فيه من بهاء وجاذبية ورقة وعطف!»
عباس
ولم يكن قد زارها في ذلك الأسبوع لشاغل منعه، فاعتذر لها، فبعثت هي برسالة موجزة إليه، تقول بعد سطور من الشوق والحنين: «كنت في انتظارك لأناقشك رأيك فيما ذهبت إليه في بنات حواء؛ لأنك على ما يبدو ما تزال على رأيك فيهن، على الرغم من أن تجربتك مع إحداهن (تعني نفسها) قد دلتك على أنها صديقة لك وأكثر من صديقة، ورفيقة لك وأكثر من رفيقة.
ولا أدري لماذا هذه الحملة التي تابعك فيها بعض الكتاب بعنف على بنات حواء، وقد أعددت لك يوم الأحد القادم «مائدة» من المناقشة الحامية، ولكن ليس فيها ما يلذع، وأتمنى أن تكون أهدأ حالا.»
مي
إياك أن تهجوني
وذهب إليها في الموعد، وأخذت تناقشه في رأيه في المرأة وحب المرأة، فأصر على رأيه، وأصرت هي على رأيها، ثم قالت له: «أنا إحدى بنات حواء، وأعتبر أي حملة عليها هجوا لي، وهل ترضى أن تهجوني؟!» فأخذ يلاطفها حتى هدأت، ثم اقترحت عليه في ذلك المساء أن يذهبا - كعادتهما من آن لآخر - لحضور حفلة الفانوس السحري في «كنيسة حي الظاهر». وكانت هذه الكنيسة تعرض في مساء كل «يوم أحد» فيلما دينيا عن حياة المسيح وتعاليمه، وحياة القديسين المسيحيين؛ لأنها كانت تتحرج من أن تخرج معه إلى حفلة عامة أو إلى دار من دور السينما.
ولكن كنيسة الظاهر كانت فرصة للحبيبين ينتهزانها للخروج معا دون أية شبهة، وبعد انتهاء الحفلة اصطحبها إلى منزلها بشارع المغربي، ثم قالت وهي تودعه في لطف ودعابة: «إياك وحواء، إياك أن تهجوني!»
فابتسم ضاحكا من قولها، وأجابها: «نعم، سوف أهجوك!»
Bog aan la aqoon