37

Atyaf Min Hayat May

أطياف من حياة مي

Noocyada

وقد أسمع الآنسة مي ذات يوم قصيدة في مطلعها:

هو الحب إكسير الحياة بلا مرا

ولولاه ما كان الوجود كما ترى

فضحكت - رحمها الله - وقالت: «صدقت، ولكن اعتراضي شديد على كلمة «بلا مرا» فإني أخشى أن يفتح ميمها القراء!» وكانت نكتة لاذعة.

عالم أديب

أما العالم الثاني فهو المرحوم الدكتور يعقوب صروف أحد مؤسسي المقتطف ورئيس تحريره، وأحد رجالات النهضة الثقافية في الشرق الحديث، كانت تعجب به إعجابها بعالم وأستاذ جيل، وكان هو يعجب بنبوغها في عصر كانت الفتاة فيه بعيدة عن نوادي العلم والأدب، وقلما كانت تحظى بمعاهد التعليم، ثم ازداد إعجابه بها على الأيام كأديبة مثقفة نادرة المثال، وكان يحل آثارها القلمية بالمكان الأرفع، وكانت هي تدعوه بأستاذي العزيز، وتارة تدعوه بذي التاج والصولجان، وأخرى بفرعون الجبار، أو بأستاذي توت المستبد، وهي تعني توت عنخ آمون.

وكثيرا ما كانت تداعبه في رسائلها إليه إلى جانب تقديرها لعلمه وفضله، وقد عاونته في المقتطف بكتاباتها النفيسة عن باحثة البادية، وعائشة التيمورية، وبعض الموضوعات الأدبية والعلمية، وكان يصلها بعلمه وأدبه.

أهدى إليها في يناير سنة 1919 مجموعة المقتطف وفيها الكثير مما ألف وترجم، فبعثت إليه برسالة بليغة ضمنتها ثناءها على هذه الهدية، وإعجابها بفضل المهدي، وأشارت فيها إلى الكلية التي تخرج فيها يعقوب صروف، وإلى أستاذه الدكتور هوردبلس. قالت:

أستاذي العزيز «بالأمس غمست قلمي الصغير في أشعة قوس السحاب، لأخط به تحية للدكتور هوردبلس، من هو الدكتور هوردبلس؟ وماذا يهمني؟ إنه هذا الرجل الأمريكي، وأنا الفتاة السورية.

هناك على شط الأزرق البعيد كلية تلثم الأمواج قدمها ليل نهار، إني أعبد البحر لأني أرى فيه أتم صورة للأبدية على الأرض، وأعبد الكليات لأنها ...

Bog aan la aqoon